وصفت أستراليا أمس عملية البحث عن الطائرة الماليزية المختفية ب"الأصعب في التاريخ". وتتولى استراليا تنسيق عمليات البحث التي تجري على بعد حوالي 1850 كيلومترا غرب بيرث لامتلاكها خبرة كبيرة في مراقبة مساحات بحرية واسعة. الا ان رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت قال ان عملية البحث "صعبة جدا، وهي الاصعب في التاريخ"، مضيفا ان استراليا تفعل ما بوسعها. واضاف "كل يوم وانطلاقا من عناصر قليلة جدا من المعلومات نعيد بناء الاحجية وكل يوم نعرف المزيد عما حصل خلال هذه الرحلة القاتلة". من جهته أكد رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق أمس الخميس ان ادارته "لن ترتاح" قبل كشف مصير الرحلة ام اتش 370. وقال رزاق خلال زيارته "نريد ان نجد اجوبة. نريد التخفيف عن العائلات ولن نرتاح قبل ان نجد هذه الاجوبة". وبالرغم من مئات الاشياء العائمة على سطح المحيط التي كشفتها صور التقطت بالاقمار الاصطناعية في جنوب المحيط الهندي، لم تعثر ثماني دول تشارك في عمليات البحث على اي قطعة تعود الى حطام طائرة البوينغ 777. ووصف رزاق مهمة البحث ب"الهائلة"، لكنه اضاف انه على ثقة من ان لغز اختفاء الطائرة سيحل. وفقدت الطائرة الشهر الماضي وهي تقل 239 شخصا. واعلنت ماليزيا رسميا قبل 10 أشهر انها "انتهت في المحيط الهندي". ولاحقت الانتقادات كوالالمبور بسبب طريقة ادارتها للازمة وخصوصا من قبل عائلات الركاب الصينيين ال153. وزاد تصريح الشرطة الماليزية الاربعاء من احباط عائلات الركاب، اذ قال قائد الشرطة خالد ابو بكر ان التحقيق الجنائي الذي تقوم به الشرطة حول سبب اختفاء الطائرة لم يسفر عن اي نتيجة حتى الآن. ومنذ اختفاء الطائرة تتعاون ثماني دول في البحث عن اي دليل في أحد أكبر ألغاز الطيران في العالم. ورحب كل من رزاق وابوت بالتعاون الدولي الاستثنائي في عمليات البحث، والتي تشارك فيها استراليا والصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وماليزيا ونيوزيلندا. وقال ابوت ان مشاركة القوات العسكرية لدول عدة في العمليات "تظهر ما يمكن ان نفعله. اذا كان احد غير سعيد او متشائم من افاق السلام العالمي، فهذه العملية بمثابة ترياق للتشاؤم". وانضمت غواصة بريطانية الى السفن والطائرات والمروحيات التي تمشط مساحة تبلغ 237 الف كلم مربع في مياه المحيط الهندي، من دون التوصل الى نتيجة. وصرح مركز التعاون الاسترالي المشترك ان ثماني طائرات وتسع سفن تشارك الخميس في عمليات البحث على بعد 1680 كلم شمال غرب بيرث. ويفترض ان تصل الى منطقة البحث السفينة التابعة للبحرية الاسترالية اوشن فيلد المزودة بمسبار اميركي يزن 35 كلغ مربوط بكابل لالتقاط الاشارات الصوتية للصندوق الاسود. ويتوقع ان تكون عمليات البحث شاقة وطويلة لان المنطقة واسعة والمسبار يجب ان يسير بسرعة خمسة كيلومترات في الساعة ليتمكن من التقاط الاشارات التي يفترض ان تتوقف خلال ايام قليلة. وقال خالد ابو بكر الاربعاء "امهلونا بعض الوقت"، موضحا انه "قد لا نعرف ابدا ملابسات الحادث". ونقلت وكالة الانباء الماليزية (برناما) عن رزاق قوله ان كافة الركاب استبعدوا من التحقيق الجنائي. وتحقق الشرطة في خلفيات افراد طاقم الطائرة ال12، فضلا عن الموظفين ومهندسي الطيران على الارض في احتمال خطف الطائرة او القيام باي عمل تخريبي. ولكن السلطات لا تعلم حتى الآن لماذا وكيف اختفت الطائرة، وهي تحذر من انه في حال لم يتم العثور على الصندوق الاسود فان اللغز لن يحل ابدا. ولسبب مجهول، بدلت الرحلة ام اتش 370 التي اقلعت من كوالالمبور متوجهة الى بكين مسارها وتوجهت غربا فوق شبه جزيرة ماليزية الى مضيق ملقة. وقد فقدتها الرادارات في تلك اللحظة. وستفرغ بطارية الصندوق الاسود الذي يسجل احداثيات الرحلة والاصوات في قمرة القيادة خلال ايام قليلة، حيث انه سيتوقف عن اصدار اشارات بعد مرور 30 يوما. وحاول المسؤولون الماليزيون الاربعاء شرح خلاصتهم التي اعتمدت على صور اتخذتها اقمار اصطناعية بان الطائرة سقطت في المحيط الهندي لعائلات الركاب. الا ان من بين هؤلاء من يصر على ايجاد الحطام اولا.