×
محافظة الرياض

الدوام الصيفي في مدارس الدواسر غداً

صورة الخبر

* تمكنت الهيئة العامة للسياحة والآثار عام 2008 من تسجيل موقع الحجر (مدائن صالح) في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو. ومدينة الحجر أو مدائن صالح، موقع أثري في المملكة العربية السعودية تقع في محافظة العُـلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة، وتحتل موقعا استراتيجيا على الطريق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر، والحجر اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة المنورة وتبوك. وتقع الحجر على بعد 22كم شمال شرقي مدينة العلا، وتستمد شهرتها التاريخية بحكم موقعها على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام. وثبت لدى الباحثين، وبحسب ما جاء في صفحة «مدائن صالح» على الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للسياحة والآثار، أن الأنباط هم أول من استوطن الحِجر (مدائن صالح)، وقاموا بتعميرها. ويرى الباحثون أن أصل الأنباط من الجزيرة العربية، كما ذكر المؤرخ ديودور الصقلي أن الأنباط كانوا بدوا رعاة لا يعـرفون الزراعة أي أنهم غير مستقرين، وأنهم لا يشربون الخمر، وأرضهـم أغلبهـا صخرية وعرة. ومن المعلـوم أن الأنباط قد أسسوا مملكة ضخمة امتدت من عاصمتهم البتراء (سلع) شمالا إلى الحِجر (مدائن صالح) جنوبا، وكان أقدم دليل يشير إلى وجود الأنباط يعود إلى القرن التاسع الميلادي، وكان بداية نشأة مملكتهم في مدينة سلع المسماة حاليا بالبتراء، وهي العاصمة السياسية للأنباط. وبعدها قرروا السيطرة على طريق التجارة القديم، فأسسوا عاصمتهم التجارية (الحجر). ومن خلال النقوش النبطية المؤرخة في مدائن صالح نستطيع تحديد العمر الزمني الذي ساد فيه حكم مملكة الأنباط، إذ إنه يبدأ من بداية القرن الأول قبل الميلاد إلى منتصف القرن الثاني الميلادي. ولقد واجه الأنباط الكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية ولا سيما مع الإمبراطورية الرومانية، ولكن أكبر مشكلة واجهتها مملكة الأنباط وأدت إلى سقوطها واضمحلالها في النهاية هي اكتشاف الرياح الموسمية في القرن الأول قبل الميلاد التي تسببت في اعتماد الدول وأصحاب القوافل التجارية كلية في نقل بضائعهم عن طريق البحر الأحمر ما أدى ذلك في تأثر الحجر التي كانت تعتمد على مرور القوافل بأراضيها وأخذ الضرائب منها. والأنباط شعب قديم استقر في شمال غربي الجزيرة العربية، وكانت لغتهم شكلا من أشكال الآرامية المتأخرة، مما يظهر تأثرا كبيرا بالعربية. وقبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم بسبعمائة سنة امتدت مملكة الأنباط من دمشق إلى البحر الأحمر. وفي عام 63م ضمتها روما، وفي عام 106م حولها الإمبراطور تراجان إلى مقاطعة رومانية مع بقية الجزيرة العربية. ويعزى نجاح الأنباط بشكل كبير لوجود أفضل مهندسي العالم القديم عندهم، فقد استطاعوا تذليل مصادر المياه في المنطقة من خلال شبكة من الخنادق والقنوات والآبار التي كانت تسمى قنوات، وما زال بعضها يستخدم إلى اليوم. وتظهر بقايا مدائن صالح الأعمال الهندسية الرائعة التي اشتهروا بها، وسوف تجد هنا أكثر من 131 قبرا ضخما منحوتا على صخور واقفة منفردة وسط عالم متموج من الرمال، وجزر من صخور الحجر الرملي المتحللة التي تآكلت وتموجت لتصبح أشكالا منحوتة رائعة، وعندما تصل لهذه المدينة الأثرية - شمال غربي المملكة العربية السعودية، بين تبوك والمدينة - بعد الظهر فستبصر منظر الهضاب الذهبية، وخلفها من بعيد حرة عويرض بأرضها البركانية. وهذا أحد أفضل المشاهد في الجزيرة العربية وأسماء المعالم المحلية بدوية، وليست نبطية، غير أن علماء الآثار استخدموها. إذ عرفت مدائن صالح في العصور القديمة باسم الحجر، أو باسمها العربي (حجر)، وتسير أغلب الجولات باتجاه عقارب الساعة حول المنطقة. ومن أبرز المواقع في «مدائن صالح» ينتصب «قصر الصانع» كأول القبور، ورغم أنه ليس بدرجة كبيرة من الإثارة، على حد تعبير الموقع الإلكتروني، فإنه بمثابة مقدمة للعناصر الرئيسة للطراز النبطي للقبور، وهي الواجهة العظيمة، والشكلان المكونان من خمس درجات، والنقوش في أعلى الباب. وداخل القبر فتحات كانت توضع فيها الجثث. وتقدم الخريمات عشرين ضريحا بحالة جيدة من أفضل القبور المحفوظة في مدائن صالح، وهناك الكثير من الرموز التي يبدو أنها تربط أجيالا من التصوير الثقافي المستعار من الأحباش والمصريين، وغيرهم، وتُظهر أشكالا تبدو كالغرفين (جسم أسد بأجنحة) برؤوس بشرية، وأشكالا تشبه الورود مرسومة على زبدية استخدمت ضمن طقوس مصاحبة للجنائز، وفي الخريمات بيوت مبنية من اللبن، وبئر نبطي. أما «جبل إثلب»، فيقف بشكل مثير على الأفق في الشمال الشرقي، ويحيط به فضاء واسع. وكما في مدينة البتراء بالأردن فلهذه المنطقة طريق ضيق يسمى (السيق). ونحت داخل الصخرة صالة كبيرة مفتوحة تسمى الديوان، ومحاطة بعمودين وبعض المصطبات الحجرية على الجدران الثلاثة الداخلية. ونقلا عن المكتشف تشارلز داوتي في عام 1305هـ (1888م) فقد كانت هناك عتبة، وقد سقطت مع مقدمة السقف، وهذه الغرفة باردة بشكل لطيف إذ تهب النسمات العليلة هناك دوما، ولأن واجهتها شمالية فلا تدخلها الشمس، ويوحي المكان بشعور عميق بالأمن والهدوء، مما يجعل المكان مهيبا بشكل كبير، ويمنح تسلق جبل إثلب منظرا خلابا على مدائن صالح. كذلك نشاهد «قصر البنت» ورسمت خارجه حيتان داخل شكل مثلث ترمز لحارس القبر، وهذا مثال للتأثير اليوناني على الفن النبطي، وقد تم التوقف فجأة عن إكمال بناء هذا القبر، مما يعطينا نظرة على تقنيات البناء الذي كان من الأعلى إلى الأسفل، والوردية على هذا المدخل ونظرائه تمثل طبقا مزخرفا يستخدم في المناسبات الدينية، مما يدل على أن هذه المباني قبور. وأخيرا «القصر الفريد» الذي يعدُ أشهر المقابر النبطية في الحجر، ومن أجمل المقابر النبطية عامة إذ يتميز بواجهة شمالية كبيرة جدا، وسمي بالفريد لانفراده بكتلة صخرية مستقلة، وكذلك لاختلاف واجهته الكبيرة عن المقابر الأخرى في مدائن صالح، ويلاحظ دقة النحت وجماله في الواجهة، ورغم هذا الجمال فإن القصر الفريد غير مكتمل النحت، حيث إنه لم يكتمل العمل في أسفل الثلث الأخير، وقد بني هذا القصر لشخص اسمه حيان بن كوزا. ومما يجدر ذكره أن الأكل والشرب والنوم ممنوع في مدائن صالح، وتقع محطة مرممة على سكة حديد الحجاز على بعد 6 كم شمال المدائن.