لندن: «الشرق الأوسط» وجهت الهيئات الصحية البريطانية نصائح إلى ملايين الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي في جنوب بريطانيا وإقليم وويلز بالبقاء داخل مساكنهم بعد انتشار مستويات عالية غير عادية من التلوث الجوي في العاصمة البريطانية لندن وغيرها من المدن الإنجليزية بعد أسابيع من تقييد حركة السيارات في كل من باريس وبروكسل بسبب ازدياد معدلات التلوث في العاصمتين الفرنسية والبلجيكية، حسبما ذكرت صحيفة الـ«غارديان» الإنجليزية. وأوضح الدكتور بول كوسفورد من جهاز الصحة العامة في إنجلترا في لقاء مع راديو هيئة الإذاعة البريطانية، أن «أهم نصيحة للأشخاص الذين يعانون مشكلات في الجهاز التنفسي هو إذا كنت تعيش في منطقة ذات مستويات عالية من التلوث فعليك خفض حجم التدريبات الرياضية المرهقة خلال الأيام القليلة المقبلة». وأضاف الدكتور كوسفورد: «مارس حياتك بطريقة طبيعية. لدينا مشكلات تتعلق بالتلوث الجوي في مدننا. المصدر الرئيس هو السيارات والإنتاج الصناعي. وعندما تضيف ذلك إلى العواقب المناخية غير العادية مثل الغبار الآتي من الصحراء الكبرى.. عندئذ نتعرض لعدة أيام من مستويات غير عادية من التلوث». وكان خبراء الأرصاد الجوية حذروا من أن واحدة من أسوأ حالات الضباب الدخاني ازدادت سوءا خلال أمس (الأربعاء) حيث ذكروا أن تلوث الجو سيصل إلى أعلى نقطة في المستوى الذي يطلق عليه «عالٍ للغاية» في كثير من مناطق جنوب بريطانيا. وتجدر الإشارة إلى أن المستويات غير العادية من التلوث هي نتيجة الضباب الدخاني وعواصف ترابية قادمة من الصحراء الكبرى. وذكر مكتب الأرصاد الجوية، أن «تلك الحالة تحدث عدة مرات في السنة عندما يتصادف وقوع عواصف ترابية آتية من الصحراء الكبرى مع رياح جنوبية تتسبب في وصول الغبار هنا». وقالت وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية، إنه من المتوقع وصول مستويات التلوث الجوي يوم الأربعاء إلى ثمانية أو تسعة في مؤشر التلوث الذي يصل حده الأقصى إلى عشرة في معظم جنوب إنجلترا ومنطقة ميدلاند وجنوب إقليم ويلز. إلا أنه من المتوقع أن يصل مستوى التلوث في الساحل الجنوبي الذي تعرض لأمطار كثيفة وعواصف في أوائل العام الحالي إلى الحد الأقصى للمؤشر. ووجهت الوزارة، في موقعها على شبكة الإنترنت، نصيحة إلى السكان الذين يواجهون مستويات عالية من التلوث بـ«خفض الجهود الجسدية، ولا سيما في الأماكن المفتوحة، وبصفة خاصة إذا ما كنت تعاني أعراضا مثل الكحة والتهاب الحنجرة. وكانت الوزارة أصدرت التحذير بعدما وصل معدل التلوث إلى الحد الأقصى للمؤشر في شمال غرب نورفوك يوم الثلاثاء. وأشار خبراء الأرصاد الجوية إلى أنه من المتوقع أن يؤدي الهواء النقي الآتي من المحيط الأطلنطي إلى بعض التحسن في جنوب غربي إقليم ويلز والمقاطعات الواقعة في أقصى جنوب إنجلترا اليوم (الخميس). وتجدر الإشارة إلى أن بريطانيا تواجه غرامات تصل إلى 300 مليون جنيه إسترليني وإجراءات قانونية محررة بعدما رفعت المفوضية الأوروبية قضية ضدها لفشلها في خفض المستويات المرتفعة من ثاني أكسيد النيتروجين الناجم عن السيارات على الرغم من 15 سنة من التحذيرات وتأجيلات متعددة لتطبيق القانون. وطبقا لمنظمة الصحة العالمية فإن التلوث الجوي أصبح أكبر خطر بيئي على الصحة في العالم وهو مرتبط بنحو سبعة ملايين وفاة سنويا أو واحد من ثمانية حالات وفيات في عام 2012.