استيقظت مدينة طرابلس اللبنانية أمس على مفاجأة كبيرة، حيث شهدت انطلاق مسيرة مصالحة من باب التبانة بمؤازرة الجيش اللبناني، باتجاه جبل محسن. حيث وجدت هذه الخطوة الترحيب من قبل أهالي جبل محسن، الذين نثروا على المشاركين في المسيرة الأرز والورود. وكانت المسيرة قد جالت في بعض أحياء المدينة التي أزال الجيش المتاريس التي كانت موجودة فيها وأعاد فتحها بعد إغلاق دام أكثر من 4 سنوات شهدت جولة عنف دامية. إلى ذلك، واصلت وحدات الجيش اللبناني تنفيذ الخطة الأمنية في مدينة طرابلس وسط ترحيب شعبي، حيث دخلت أمس، إلى شارع سورية الذي يفصل بين باب التبانة وجبل محسن، كما انتشرت على طريق طرابلس الدولي وأقامت حواجز ونقاط تفتيش بحثاً عن مطلوبين، وأزالت الحواجز والمتاريس قرب المسجد الناصري. فيما حلقت المروحيات الاستطلاعية في سماء المدينة التي انتشرت فيها حواجز الجيش التي قامت بتفتيش السيارات والتدقيق في هويات المارة. وقالت مديرية التوجيه في بيان "استأنفت قوى الجيش إجراءاتها الأمنية في مدينة طرابلس وبعض مناطق الشمال، حيث بلغ عدد الموقوفين حتى تاريخه 75 موقوفاً، بينهم 27 شخصاً من الجنسيتين السورية والفلسطينية، كما تم ضبط 91 دراجة نارية و6 سيارات مخالفة، إضافة إلى كميات من الأسلحة والذخائر الحربية والعتاد العسكري المتنوع. حيث تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة لإجراء اللازم". إلى ذلك، أعرب عدد من أهالي البلدة عن ارتياحهم للانتشار الأمني المكثف، وهو الأول بهذا الحجم منذ استئناف جولات العنف قبل حوالي 3 سنوات. وأشار شهود عيان إلى أن عددا من العائلات التي تقطن في مناطق الاشتباك والتي كانت غادرت منازلها، عادت أمس لتفقدها. أما في عكار، فقد أقامت وحدات الجيش حواجز أمنية ثابتة، لاسيما في منطقة العبدة المدخل الجنوبي لمحافظة عكار وعلى مختلف مفارق الطرق للبلدات الرئيسة وتقاطعاتها، كما سيَّر الجيش دوريات راجلة في مختلف القرى والبلدات العكارية، مشدداً المراقبة على كل المعابر غير الشرعية التي كان الجيش قد أغلقها على طول الحدود الشمالية، مرورا بمنطقتي وادي خالد وجبل أكروم. من جهته، لفت رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان إلى أن "الأجهزة الأمنية نجحت تماماً في تنفيذ خطتها الأمنية في طرابلس، واستطاعت أن تعطل قوى الإرهاب. وأضاف "خلال المرحلة المقبلة يحتاج لبنان إلى رئيس قوي ينتمي إلى عالمه العربي وأن يكون مكتمل الولاء لبلاده، وأن يكون كبيراً بحجم لبنان، لأنه لا يمكن المباشرة ببناء الدولة دون القيام بمقاربة الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان بما فيه المقاومة". وطالب سليمان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بإصدار أحكامها، وشدد على أهمية نزع السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات، وتطبيق إعلان بعبدا.