قسم المتابعة الإعلامية بي بي سي أثارت هجمات باريس إدانات عالمية. طالبت صحف عربية صادرة السبت الدول الغربية وحلفائها العرب بالسعي إلى تغيير خطة مواجهة الإرهاب في أعقاب هجمات باريس والتي راح ضحيتها 129 شخصا على الأقل. وأشادت صحف مصرية بإتفاقية بناء أول محطة للطاقة النووية في مصرالتي تم توقيعها في القاهرة مع الحكومة الروسية. بلا تحيّز وفي الرياض السعودية، يتوقع أحمد الجميعة أن تتم الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مطالبا بتشكيل شراكة دولية بلا تحيّز لمصالح أو أنظمة أو حتى مطامع ونفوذ لمواجهة تنظيم داعش. ويقول الكاتب: الإرهاب الذي ضرب فرنسا وترك تداعياته مفتوحة على سيناريوهات متعددة ومختلفة الرؤى والتوجهات، بل والمصالح أيضا بحاجة إلى ترتيب أولويات لمواجهته، فلا يمكن أن نتقدّم خطوة في الحرب على داعش والمجرم بشار الأسد لا يزال على سدة الحكم في سوريا، ولا يمكن أن نبحث عن تنسيق لمواجهته وإيران الداعم الأول له مادياً ولوجستياً. وفي المقابل، حمّل سميح صهيب في النهار اللبنانية الولايات المتحدة مسؤولية إتساع نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية مما أدى إلي الهجمات الأخيرة. ويقول صهيب: من الغريب ان تكتشف أميركا الآن أن ’داعش‘ يستفيد من حقول النفط في سوريا لكنها تغاضت عن ذلك قبل التدخل الروسي الذي أحرج الاستراتيجية الأميركية التي كانت قائمة على ترك ’داعش‘ وغيره من التنظيمات الجهادية تستنزف النظام السوري خدمة للهدف السياسي الاساسي للولايات المتحدة في سوريا ألا وهو إسقاط النظام على رغم المخاطر التي رتبتها هذه الاستراتيجية والتي لا تدفع سوريا والعراق ثمنها فحسب، بل كل الشرق الأوسط وأوروبا وبقية العالم. وفي المصري اليوم الصادرة من القاهرة، يطالب صلاح عيسى بتعاونا دوليا لمواجهة ما أسماه بـتطور خطير فى استراتيجية داعش الإرهابية. ويقول عيسى: هذا المسلسل الذى بدأ بإسقاط الطائرة الروسية وانتهى بأحداث باريس قد نبه العالم كله من جديد إلى أن خطر الإرهاب لايزال يتهدده، وأنه يتطلب تعاوناً دولياً مخلصاً للقضاء عليه، يتحرر من مناورات اللعب مع الإرهابيين تحقيقاً لمصالح ضيقة، أو تصفية لحسابات صغيرة، أو توهماً من أحد بأنه يستطيع أن يوظفهم للعمل لحسابه. وفي الأخبار اللبنانية، يطالب سعدالله مزرعاني العرب بإتخاذ مواقف أكثر فاعلية في الصراع ضد الجماعات المسلحة. ويقول الكاتب:العرب، بمؤسساتهم ودورهم ومصالحهم، ما زالوا غائبين عن الفعل والمبادرة. لذلك ثمن يتم دفعه، وهو ثمن مخيف في العديد من الحالات والمجالات والبلدان. ثمة الكثير والجذري مما ينبغي استخلاصه من الأحداث المريرة الراهنة: ليس الأعداء وحدهم مسؤولين عن المآسي التي تضرب بلداننا عموماً وسوريا خصوصاً تصحيح الأخطاء عامل مهم، إن لم يكن الأهم، لتحسين شروط المواجهة وتحقيق الانتصار. وشن عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية هجوما على تغطية وسائل الإعلام الدولية لأعضاء الجماعات المسلحة، محذرا من تبعيات ما وصفه بإضفاء عنصر التشويق والإثارة من قبل الإعلام الغربي في تصويرهم لمخططين هجمات باريس. ويتسائل الرنتاوي: هل نحن أمام ’سذاجة‘ إعلامية تسعى وراء الخبر والسبق والإثارة وملء ساعات البث المباشر الطويلة كيفما اتفق وبما اتفق، أم أننا أمام ’سياسة‘ إعلامية هدفها الذهاب إلى أقصى حد في ترويع العالم من ’خطر الإرهاب الإسلامي‘ وتضخيم شبح ’الاسلاموفوبيا‘ والتحريض على اللاجئين والجاليات، وقرع طبول الحرب التي تتوالى فصولاً في المنطقة وعليها، وليس فقط ضد الإرهاب وحده؟ إعجاز ورحبت الصحف المصرية بالإتفاقية التي تم توقيعها مؤخرا بين مصر وروسيا لبناء أول محطة طاقة نووية في مصر. وتقول صحيفة الأهرام أن مشروع محطة الضبعة النووية قطع الطريق علي مجموعة الحاقدين والمزايدين والمتربصين والمشككين في العلاقات المصرية عقب حادث تحطم طائرة روسية في سيناء المصرية. و تضيف الصحيفة في افتتاحيتها: الاتفاق يدشن لمرحلة جديدة تدخل معها مصر عصر الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، الأمر الذي يدعم مسيرتها في معركة التنمية، وهي تخطو نحو بناء دولة حديثة تقوم علي أسس علمية سليمة، تأخذ في سبيلها بكل أسباب النهوض والتقدم العلمي. بدورها، تصف جريدة الجمهورية المصرية الاتفاقية بـالإعجاز، قائلة إن توقيت الاتفاقية أكد عمق علاقات الصداقة والتعاون التاريخية بين الشعبين. أيضا في الأهرام، يقول أسامة الغزالي حرب: أنا أنتمى إلى الجيل الذى شهد فى صباه وشبابه الباكر ملحمة إنشاء السد العالى بالتعاون بين مصر والإتحاد السوفييتى، ولذلك تداعى إلى ذهنى على الفور، وأنا اشهد حفل توقيع اتفاقية الضبعة، مشهد جمال عبد الناصر وبصحبته نيكيتا خروشوف، رئيس الوزراء السوفييتى فى ذلك الحين، وهما يراقبان فى عام 1964 وقائع تحويل مجرى نهر النيل جنوب أسوان تمهيدا للبدء فى بناء السد، وذلك قبل أن أزور- مع زملائى فى التوفيقية الثانوية - موقع السد العالى فى عام 1965. وهكذا يجوز القول أننا نشرع فى بناء المحطة النووية فى اليوبيل الذهبى لانشاء السد العالى ، سعيا إلى تحقيق نفس الهدف: توفير الطاقة الكهربية!