تسبّبت الخلافات بين المؤلفين وصانعي الأعمال الدرامية في مصر بتعطيل وإرباك عدد من المشاريع الجديدة قيد التحضير التي كان من المقرر عرضها خلال شهر رمضان المقبل، علماً بأن خروجها إلى النور أعلن إعلامياً. تعثرت مسلسلات كان من المفترض أن يستقبلها المشاهدون خلال رمضان المقبل، فيما حلّ مكان بعض المشاركين فيها فنانون آخرون. اللافت أن هذا الأمر أخرج أعمالاً كان القيمون عليها اتفقوا على تسويقها مبدئياً للفضائيات، لذا تأجّلت اتفاقات بهذا الشأن بعد تأجيل المشاريع أو انسحاب أبطالها، خصوصاً أن المحطات كافة تشتري الأعمال على أساس أسماء نجومها. وتسبّب انشغال السيناريست يوسف معاطي بكتابة سيناريو «عفاريت عدلي علام» لعادل إمام في استبعاد مشروعه الآخر «أبيه فتحي» من السباق نهائياً ووضعه في رزنامة رمضان 2018، فهو تأخّر في تسليم بعض الحلقات للشركة المنتجة، ما دفعها إلى التأجيل، خصوصاً أن محمد هنيدي، بطل العمل، مرتبط بفيلم سينمائي كان يرغب في تقديمه قبل الاهتمام بالمسلسل. معاطي فضّل الانتهاء من مسلسل الزعيم بسبب تعاقده عليه مبكراً مع شركة «سينرجي»، والتزامه بتسليم الحلقات قبل نهاية العام الماضي، من ثم بدأ التصوير فعلاً قبل أسبوعين ليكون العمل أحد أوائل المسلسلات التي انطلق إنجازها، ويخرجه رامي إمام. «دم مريم» ويعتبر «دم مريم» أحد أبرز المسلسلات التي تأثّرت سلباً بمشاكل المؤلف والمخرج، إذ توقّف وتأجّل عاماً بسبب خلاف بين مؤلفه محمد أمين راضي وبين مخرجه أسامة فوزي الذي أعلن انسحابه من المشروع رغم موافقته على الحلقات الأولى والبدء بالتحضير الفعلي لها. راضي تمسّك برأيه في معالجة الحلقات، وباءت محاولات الشركة المنتجة التوفيق بين المؤلف والمخرج بالفشل بسبب إصرار كل منهما على وجهة نظره، علماً بأن الأزمة تحدث للعام الثاني على التوالي مع السيناريست محمد أمين راضي بعد أزمته السنة الماضية مع المخرج محمد ياسين التي طاولت مسلسل «أفراح القبة». وتهرّب راضي من الرد على استفسارات الصحافيين حول الأزمة التي أطاحت بالعمل، خصوصاً أن بطلتيه روبي ورانيا يوسف وقعتا العقود فعلاً وتقاضتا جزءاً من أجريهما، الأمر الذي دفع الشركة المنتجة إلى الاستعانة بنص آخر تكتبه السيناريست مريم نعوم راهناً. ورغم النجاحات التي حقّقها أمين راضي سلفاً مع المخرج خالد مرعي فإنه سيغيب عن الدراما الرمضانية للعام الثاني على التوالي، وكشف مقربون منه بأنه تمسّك بوجهة نظره رغم عدم توافقها مع الرؤية التي اتفق عليها بدايةً مع أسامة فوزي، لا سيما أن الأخير رفض الانطلاق بالتصوير قبل استلام الحلقات كاملة والعمل بشكل مكثف على السيناريو، ذلك على عكس تجارب أمين السابقة التي كان تصويرها يبدأ من دون استلام الحلقات الأخيرة. مي وياسمين واجهت مي عز الدين أزمة من نوع مختلف. بعد اتفاقها على سيناريو مع أحد المؤلفين الشباب تراجعت عن الفكرة وتمسّكت بـ «رسائل» لمحمد سليمان عبد المالك، ولما كان مشغولاً بكتابة مسلسل أحمد السقا، فإنها استعانت بمؤلف آخر لكتابة السيناريو، ما يهدّد بخروج المشروع من السباق الرمضاني نظراً إلى ضيق الوقت. مي كانت وقعت في أزمة مشابهة العام الماضي مع السيناريست أيمن سلامة الذي انسحب من مسلسلها «وعد» آنذاك بسبب رغبتها في أن يُكتب بالطريقة التي تراها هي، علماً بأنها تتأخّر في اختيار فريق العمل للعام الثاني على التوالي، إذ لم تتفق مع أي من الفنانين على المشاركة في المشروع بسبب عدم وضوح الشخصيات التي ستظهر في الأحداث. ورغم اتفاق شركة «سينرجي» في البداية مع السيناريست أيمن سلامة على كتابة مسلسل ياسمين عبد العزيز الجديد الذي تعود به إلى الدراما بعد غياب 14 عاماً، فإن أيمن وياسمين لم يتفقا رغم تقديمه أفكاراً عدة للفنانة المصرية التي اعتذرت مفضلةً الاستعانة بالمخرج والمؤلف خالد جلال، وستتقاسم بطولة تجربتها الجديدة مع تامر حسني في أحد أضخم الأعمال الدرامية إنتاجياً.