إذا كانت إحدى الشركات التجارية قد نجحت فى استقطاب نجم برشلونة ميسى للترويج لحملة علاجية ضد الفيروسات الكبدية,فما كان ينبغى لبعض أجهزة الدولة المصرية ووسائل الإعلام أن تسقط فى فخ المبالغة وتضخيم الحدث لدرجة أننا تصورنا فى لحظات معينة أن مصر بكاملها فى ضيافة ميسى وليس العكس,ولو تأملنا ما جرى بدقة لأمكن القول إننا أسأنا للدولة المصرية وجئنا بنتائج عكسية,ففى ختام الرحلة أطلق الإعلاميون تنهيدة طويلة وعلى ألسنتهم جملة واحدة»الحمدلله الزيارة عدت على خير ومرت بسلام»وهذه الجملة لا تقال إلا فى دولة غيرمستقرة أمنيا وسياسيا,وهى رسالة سلبية بالتأكيد إلى جانب الإجراءات الأمنية الضخمة التى بثت الرسالة ذاتها بغض النظرعن مكانة ميسى فى عالم الكرة,ومبالغات أخرى غرقنا فيها لدرجة أننا لم نعرف هل كان التشريف لميسى أم للأهرامات ومصربكل تاريخها وعراقتها؛وبالتأكيد لم تكن فى حاجة إلى مليون ميسى لرفع قيمتها أومكانتها بغض النظرعن أوضاعنا السياحية الراهنة,وحتى تكون الأمور واضحة فان مصر لا تعانى من أزمة سياحة ولكن من أزمة سياسة سببها موقف الدول المصدرة للسياح فى العالم من مصرخلال السنوات الماضية,وإذا لم تتخذ تلك الدول والبورصات والشركات السياحية الكبرى فيها قرارات باستئناف الرحلات السياحية فلن يفيد ألف مؤتمر ولا استضافة منتخب نجوم العالم بأكمله,والدليل على ذلك أن غالبية وسائل الإعلام العالمية تحدثت عن هروب ميسى من مشكلات فريقه الكروية وإنسانيته بالمشاركة فى عمل خيرى ولم تتحدث عن أمن وأمان مصر,ويتبقى سؤالان هل تقاضى ميسى مقابلا ماليا من الشركة المضيفة أم أنه قدم جهدا تطوعيا,وما مقدار تحسن السياحة المصرية بعد زيارته الأهرامات. *نقلاً عن الأهرام المصرية ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.