مبادرة أبرزت الإنجاز وأثارت التعاطف وتلقفتها عقول واعية تدرك أهمية الحافز المعنوي وتكريم أصحاب الإنجازات ليكون التكريم الرائع من مجلس أبوظبي الرياضي للرياضيين والرياضيات العرب الفائزين بميداليات في دورة الألعاب الأولمبية (ريو دي جانيرو 2016). حرص مجلس أبوظبي الرياضي على استغلال حدث رياضي كبير هو سباق دراجات أبوظبي الدولي ضمن الأجندة الدولية لسباقات الدراجات في العالم وقام بتكريم الرياضيين والرياضيات العرب الفائزين بالميداليات في أولمبياد ريو وكذلك أصحاب الطموح والإصرار على تحقيق الإنجاز ممن شاركوا في الأولمبياد ولم يوفقوا في إحراز ميداليات. وإلى جانب التكريم، كان المجلس حريصا بالتعاون مع قناة أبوظبي الرياضية على إبراز تجربة هؤلاء الرياضيين ورحلة كفاحهم وطموحاتهم في المستقبل من خلال مقابلات تلفزيونية يشرحون فيها تجاربهم. وكانت جريدة "الاتحاد" الإماراتية قدمت ملفا مثيرا بعنوان "الصدمة والصدفة" عن المشاركات العربية في الدورات الأولمبية وما تحقق من ميداليات في هذه الدورات وخاصة أولمبياد ريو والمعاناة التي يتكبدها الرياضيون من أجل تحقيق الميداليات العربية. وقال أمين عام مجلس أبوظبي الرياضي عارف العواني، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: "الملف الذي قدمته جريدة الاتحاد كان مثاليا في عرض الأحداث الخاصة بنجومنا العرب الذين شاركوا في أولمبياد ريو 2016، وما إن شاهده رئيس مجلس أبوظبي الرياضي الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان حتى تعاطف كثيرا مع هذا الملف، ووجدنا أن نستفيد من تجارب هؤلاء النجوم العرب، من خلال الاستماع اليهم بعدما قرأنا وأن تكون تجربة ملهمة للرياضيين في دولة الإمارات. وبالتعاون مع قناة أبوظبي الرياضية بالوصول إلى دعوة هؤلاء الأبطال لشرح تجربتهم وسعادتنا كبيرة وهم متواجدون بيننا". وأضاف "رياضيونا العرب أثبتوا أنهم فرسان في الرياضة في ريو، ونقل تجربتهم للآخرين شيء مهم للغاية في عالم الرياضة. وبخلاف أنهم أبطال، فهم يتميزون بالفروسية العربية الأصيلة. وما نقوم به من تكريم، جاء من خلال الملف الذي قدمه القسم الرياضي بجريدة الاتحاد وهي مبادرة إذ نعمد كل عام على القيام بمبادرة في اتجاهات معينة. نشكر نجومنا العرب على تلبية الدعوة والتواجد بيننا وعندما نستمع إليهم في الندوة التلفزيونية، سنحقق الكثير من المكتسبات المهمة". وعن سباق أبو ظبي للدراجات، والذي أدرج هذا العام في الأجندة الدولية، قال العواني: "سعادتنا كبيرة بالوصول لهذه المرحلة من السباق بحيث يكون اليوم ضمن الجولة العالمية لأفضل فرق محترفة في العالم وخلال ثلاث سنوات تم ترقية السباق مرتين. الوصول للمكانة التي نحن فيها اليوم يؤكد أننا نعمل بمنتهى الجد للارتقاء بالحدث الرياضي الكبير. مشاركة دراجين على مستو عالمي مثل الكولومبي نيرو كوينتانا والإسباني ألبرتو كونتادور والإيطالي فابيو آرو ومارك كافينديش وأسماء متنوعة وعالمية، يؤكد قوة وأهمية السباق. لدينا من أفضل 20 دراجا في العالم 18 مشاركا هنا في طواف أبوظبي". وأضاف "أكدنا من خلال طواف أبوظبي أن منطقتنا العربية قادرة على استضافة سباقات عالمية وهذا لم يتحقق إلا بفضل دعم القيادة الرشيدة ورعاية نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان ودعم وتعاون من جهات مختلفة على رأسها شرطة أبوظبي وما يقارب من 500 متطوع يشاركوننا في فعالياتنا وبلدية أبوظبي والشركات الراعية التي جعلتنا نصل اليوم إلى أن يتواجد عندنا سباق مميز وقادرون على تطويره للأفضل". وعن إمكانية تطور هذا السباق ليصبح مثل سباق فرنسا الدولي (تور دو فرانس) وسباق إيطاليا الدولي (جيرو دي إيطاليا)، قال العواني: "لدى مجلس أبوظبي الرياضي استراتيجية واضحة وهي أن يستضيف العديد من الفعاليات العالمية، ونسعى لجعل أبوظبي عاصمة عالمية للرياضة. أعتقد أننا من خلال الأجندة المتواجدة لدينا ومن خلال وجود أكثر من 12 حدثا دوليا سنويا وما يقارب من 400 حدث رياضي على مختلف الفعاليات ما بين فعاليات للأندية والاتحادات وحتى الشركات الخاصة، وصلنا إلى مرحلة مهمة من العمل والتحديات لدينا لا حدود لها ونسعى دائما لرفع مستوى السباق ونطور من المسافات الموجودة به. السباقات العالمية الثلاثة الكلاسيكية وهي بفرنسا وإيطاليا وإسبانيا لها طابع خاص ومن الصعوبة دخول أي دولة عليهم. ولكننا نسعى لتطوير سباقاتنا وتكون عندنا سباقات للسرعة مستقبلا". وردا على سؤال عن إمكانية دخول أبوظبي في السباق على استضافة الأولمبياد في المستقبل القريب بعد هذا الكم الهائل من البطولات التي نجحت في استضافتها بمختلف الرياضات، قال العواني: "ما زلنا نرى أننا في مرحلة مبكرة للتفكير في هذا الحدث الكبير. والمهم بالنسبة لنا ألا نعمل على سنة واحدة فقط وننسى بقية السنوات. لدينا خطة منظمة في العام ومنوعة واستضافة فعاليات على مستوى متنوع وموضوع الأولمبياد لم نفكر فيه. وقبل الذهاب إلى تنظيم الأولمبياد سيكون التفكير أولا بالطبع في تنظيم دورة الألعاب الأسيوية (الآسياد). الأولمبياد ليس في استراتيجياتنا في السنوات الخمس المقبلة. نعتمد على فعاليات دولية مصنفة مثلما هو الوضع في الوقت الراهن. والمحافظة على المكتسبات التي تمت في الفترة الحالية".