يعد المؤتمر الرابع لرؤساء البعثات الدبلوماسية الذي اكتملت فعالياته الأسبوع قبل الماضي، الأول بعد التغير الجوهري في قيادات وزارة الخارجية، إثر تولي معالي الأستاذ عادل الجبير مهام وزير الخارجية خلفاً للأمير سعود الفيصل -يرحمه الله-، وانتقال قيادات أخرى مهمة فيها مثل سمو الأمير خالد بن سعود بن خالد، وسمو الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير، ومعالي الدكتور خالد الجندان، وتقاعد نسبة كبيرة من السفراء المعروفين في الوزارة. وقد جرت فعاليات المؤتمر – الذي انعقد تحت شعار (رسالة سفير) – بهدوء، وبعيداً عن الأضواء. وهذا مفهوم بالنسبة لجانب العمل السياسي للوزارة، لكن هناك جانب مهم من عملها يتعلق بالعلاقات القنصلية وخدمات المواطنين، وقضايا الحج والعمرة، وقضايا الوافدين والاستقدام لم تطرح للنقاش رغم أنها تستحوذ على ما نسبته 70 % من عمل الوزارة. ووفقاً لتعليق بعض رؤساء البعثات، غلب على الاجتماع الطابع البروتوكولي وكان فرصة للقاء بين الزملاء والتقاط الصور التذكارية، ولقاء المسؤولين في الوزارة لمتابعة المواضيع التي تهم السفارة التي يرأسها. أما من حيث الموضوع فينقصه كثير ومن الصعوبة الإحاطة بكل المواضيع خلال فترة زمنية محدودة جداً لا تمكن كل سفير من طرح ما لديه، أو مناقشة بعض المسائل الحساسة بعمق والخروج بتوصيات لها قيمة عملية. لنكن صريحين وواقعيين، حتى الآن الجانب السياسي لا يتبلور بشكل جوهري من داخل الوزارة، الذي يتولى التعبير عنه معالي الوزير، حيث ملأ بكل اقتدار وبشهادة الجميع المكان بعد رحيل الأمير سعود الفيصل. فالمجال المتاح للسفير للتعبير عن رسالته بوضوح وتخليد اسمه في ذاكرة الجميع، هو تعامله مع المواطنين وقضاياهم، وتعزيز العلاقات العامة مع الدولة المضيفة، وحسن إدارته للعمل القنصلي خاصة مجال الحج والعمرة كأحد أهم مقومات الدولة.