موظف بلغ من العمر عتياً، يعد من جيل المؤسسين للشركة أو يكاد أن يكون كذلك، لكنه في كلتا الحالتين يعد من الموظفين المخضرمين الذين قدموا زهرة شبابهم في خدمة تلك المنشأة والعمل على تطويرها. وعلى الرغم من تقادم الزمن الذي جعل ذلك الموظف يشيخ على مكتبه، إلا أن ذلك الشيخ يملك كنزاً من الخبرات المتراكمة، ما يجعله مرجعية لكل موظف من جيل لجيل. ويحظى قدامى الموظفين في الشركات والمؤسسات غالباً بشيء من الوقار والتقدير، لكن طبيعة الأعمال والمسافة الزمنية التي قد تفصل أولئك الموظفين القدامى عن التقنية قد حولت الغالبية العظمى منهم إلى موظفين معززين ومكرمين، لكنهم لا يمارسون أعمالاً حقيقية بالنظر لكون غالبيتهم لم يستطيعوا أن يحجموا المسافة الفاصلة بينهم وبين طبيعة الأعمال الحديثة المعتمدة على التقنية في كثير من جوانبها. وفيما يُحفظ لأولئك الرجال ما قدموه في سالف الأيام من جهود في خدمة منشآتهم، يعتبر بعض مديري الموارد البشرية أن وجودهم يشكل عبئاً مالياً على تلك المنشآت بعيداً عن العواطف ومشاعر التقدير، لكن تقدير أصحاب تلك الشركات يبقي على أولئك الموظفين القدامى الذين نادراً ما يبادرون هم بالرحيل من خلال تقديم رغباتهم للتنحي طوعاً عن تلك الكراسي. يرى عبدالله الحربي -المختص في تنمية موارد بشرية – أن الموظفين القدامى هم رجال أعطوا عطاء كبيراً للمنشآت التي عملوا بها لعقود، وهم يستحقون التقدير لا شك، وبين أن طبيعة الأعمال التي تسعى إلى الربحية والإنتاجية في الغالب لا تؤمن بالعاطفة كثيراً، مشيراً إلى أن طبيعة تطور الأعمال قد تجعل من المسؤوليات المناطة بهم تتقلص تدريجياً، حتى يصلوا إلى مرحلة ربما يكون دورهم فقط تقديم الاستشارات مشدداً على أن قرار الاستغناء عنهم يكون قراراً صعباً بالنظر إلى مكانتهم ووقارهم، والخدمات الجليلة التي قدموها في السنوات الغابرة. وبين أن قرار رحيل أولئك الرجال من الشركات التي يعملون بها يتأخر في الغالب كون الشركات تنظرهم أن يرحلوا طوعاً وبرغبة منهم، فيما أولئك الرجال ينتظرون الإدارة أن تتخذ ذلك القرار. وأكد أن الطريقة المثلى للتعامل مع الموظفين القدامى أن يتم التعامل معهم بطريقتين، إما تكريمهم بمنحهم رواتب سنتين أو ثلاث سنوات قادمة من أجل أن يحصل على هذه المكافأة ويرتاح، أو يحول الموظفين القدامى من الذين حاولوا تطوير إمكانياتهم، وأصبحوا يجمعون بين الخبرات والمهارات التي تتطلبها طبيعة الأعمال الحديثة في أن تعينهم مستشارين بغية الاستفادة من خبراتهم، ونظرتهم الثاقبة نحو كثير من الأمور.