قال شاهد على عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن محمد العرب: إن الجبهة الإقليمية ضد إيران لم تعد فكرة نظرية بل باتت جبهة حقيقية ومقاتلة، وهي ليست خليجية عربية فقط، وإنما أضيفت إليها باكستان وماليزيا والسنغال والنيجر. وأضاف، خلال ندوة بعنوان: (ماذا بعد عاصفة الحزم) في مجلس الدوي بالمحرق، إنه كان هناك تخوف كبير من نصب إيران لقواعد عسكرية لها في أرتيريا، إلا أن اليوم التحالف العربي يمسك بزمام المبادرة في كل المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية إقليمياً وعالمياً، وله قواعد في جيبوتي وفي الجزر اليمنية وفي مضيق باب المندب، وهي مناطق استراتيجية أصبحت في يد قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والتي أصبحت تسيطر على المنطقة بحراً وجواً وبراً، وتمسك بشريان الحياة الاقتصادية في المنطقة. وأوضح كبير مراسلي قناة العربية، محمد العرب، الذي غطى العمليات في اليمن، أن ما حدث على أرض الواقع من تحقيق لنتائج عاصفة الحزم يعتبر نصرا مؤزرا كبيرا، إلا أنه لم يجد طريقه في الترويج الإعلامي، كما أن التحالف العربي والإسلامي ضد إيران أصبح على أرض الواقع ولم يعد عبارة عن كلمات في سطور يكتبها أصحاب الأقلام وتتناولها الأجهزة الإعلامية. وأشار إلى أن عاصفة الحزم حققت الكثير من الإنجازات، إذ دائما ما كانت إيران تكذب الحقائق، وتهديد العرب بإغلاق مضيق باب المندب، إلا أنه أصبح في قبضة التحالف العربي، وهو المضيق المهم والاستراتيجي، والذي تعول عليه الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي اقتصادياً، مؤكداً أن إيران لو كانت تمتلك القدرة على السيطرة عليه لفعلت. وأضاف: التحالف العربي زاد دولاً إسلامية ذات وزن كبير مثل باكستان وماليزيا والسنغال والنيجر، واليوم لدينا استراتيجية أمنية دفاعية على الأرض من خلال القواعد العسكرية في عدد من المناطق المهمة في الإقليم والمنطقة، وفي أراض غير عربية مثل أريتريا، مشيراً إلى أن أكبر الإنجازات التي تحققت في هذه المرحلة أن خرجنا من عبارة التحالف الأحادي مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبحت الخيارات بالنسبة لسوق السلاح مفتوحة أمامنا، إضافة إلى الخيارات الاقتصادية والحركة وغيرها، جميعها مفتوحة أمامنا. وقال العرب: إن التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، ومن الدول غير العربية، هو تحالف كاره للكيان الصهيوني، مثل ماليزيا وباكستان والسنغال والنيجر، وهذه نقطة ذات أهمية الكبرى، حيث لم يبق كبار في العالم اليوم، وأن (عاصفة الحزم) بالقيادة الحكيمة والرشيدة للمملكة العربية السعودية جعلتنا كباراً. وأضاف: من يستطيع أن يصنع تحالفا عسكريا اليوم، ويخوض حربا من دون أن تعرف الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن تعلم بالغارات الأولى لعاصفة الحزم، كما ولم تكن تعرف قبل انطلاق أول طائرة، والتي نفتخر نحن كبحرينيين بأننا عمود أساسي من الأعمدة في هذا التحالف العربي. مشاركة البحرين وقال محمد العرب، خلال الندوة: إن مشاركة قوة الواجب من قوة دفاع البحرين في حرب عاصفة الحزم لم تكن تكملة عدد ولا صورية، إنما كانت مشاركة فعلية وقدمت فيها المملكة 5 من فلذات أكبادها. وبيّن أن أبناء البحرين في قوة الدفاع ضربوا أروع الأمثال في التضحية والفداء وقدموا أرواحهم رخيصة من أجل أمن واستقرار البحرين والمنطقة، مشددا على الفخر والعزة بوجود أبناء المملكة في قيادة أول سرب من الطائرات المقاتلة في أول غارات جوية للأهداف المحددة في عاصفة الحزم، كما أظهروا الروح الانضباطية العالية وروح المسؤولية والتفاني في أداء الواجب. مرحلة انتقالية وقال العرب، إن عاصفة الحزم ارتبطت بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإن المملكة بقيادة الملك سلمان تتخذ موقفاً قيادياً رائداً في المنطقة، ولا سيما في كل ما يتعلق بإقامة جيش مشترك لدول الخليج ومصر، بعد أن حسم أمر دخول جيل أحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز إلى منظومة الحكم، وتم بالفعل تطعيم القيادة السعودية بوجوه شابة، كان أبرزهما صاحبا السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد ووزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، وزير الدفاع. وفيما يختص بإيران، أوضح العرب، أنه ومن خلال ما يدور على الأرض وضح جليا أن إيران فقدت مقومات تحالفها الهش وباتت لا تستطيع أن تقدم شيئا لحلفائها عندما عجزت أن تنقذ بشار الأسد من ضربات المعارضة السورية، مما جعل النظام السوري يطلب المدد من روسيا. وأشار إلى أن طهران لم تستطع تقديم الدعم والسند لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وفشلت فشلاً ذريعاً في أن تحقق استقراراً هناك، كما فشلت من قبل مع نوري المالكي، والآن العراق يطلب الدعم والسند من روسيا، فيما فقد الحوثيون الدعم الإيراني الذي وعدتهم به، وتخلت عنهم بعد أن أثبتت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية جدارتها في حسم المعركة. وقال: إن المشهد العربي الروسي يرسم اليوم، لكن بطريقة مختلفة وهو لم يكتمل بعد، وأعتقد بأن الأيام والأشهر المقبلة حافلة بالكثير من المفاجآت في ذلك الاتجاه.