كل الوطن- بوابة الاهرام: جيري ماهر لـ”بوابة القاهرة”: الدول العربية مقصرة في مساعدة السعودية لمواجهة الخطر الإيراني المفاوضات هي الحل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوري الإدارة الأمريكية الجديدة جادة في إنهاء مطامع إيران حزب الله فقد العديد من الفرص للعودة إلى الحياة السياسية في لبنان قال المحلل السياسي اللبناني، الرئيس التنفيذي لإذاعة صوت بيروت العالمية “جيري ماهر”، إن المملكة العربية السعودية تحمل على عاتقها الدفاع عن الأمة الإسلامية من الخطر الإيراني والتمدد الشيعي في المنطقة. وأضاف “جيري ماهر” – في حوار خاص لـ”بوابة القاهرة” الإخبارية – أن المملكة تقف بالمرصاد لإرهاب إيران الذي تنشره في الدول العربية، وتسعى لنشر مخططها الصفوي في المنطقة، مشيرًا إلى أن ما يحدث في سوريا واليمن والعراق أكبر دليل على ذلك. وتطرق “جيري” – خلال حواره – إلى الملف السوري، وأزمة فشل المفاوضات السورية للخروج من المأزق، كما تحدث عن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة أمام التمدد الإيراني وطموحات طهران في المنطقة. وكشف المحلل السياسي عن مستقبل حزب الله خارجيا وداخليا في بيئته الحاضنة بلبنان. نص الحوار:ما هي نظرتكم للوضع الذي ستؤول إليه سوريا في ظل المفاوضات الجارية؟ وهل هي السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية؟ المفاوضات هي الحل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوري، ولكن لا أرى بصيص أمل قريب لحل الأزمة في سوريا، ولا يمكن التنبوء بما ستؤول إليه الأوضاع هناك، فنقاط الخلاف مع النظام السوري كبيرة، وأبرزها تنحي “بشار الأسد” وقيادات حزب البعث عن السلطة. لن يقبل الشعب السوري بأقل من ذلك.هل تعتقد أن المشروع الإيراني للمنطقة بإمكانه النجاح أو الصمود أم أنه في طريقه للنهاية؟أنا أرى أن المشروع الإيراني بدأ بالتراجع، فوعي الشعوب العربية وحذرها من إيران أصبح أكثر وضوحًا الآن، وأصبحت على استعداد لمواجهته بشكل كبير. الشعوب العربية اليوم مستعدة لمواجهة الملالي ونظامهم الطائفي داخل حدودهم.ماذا تتوقع من التحذيرات الأمريكية لإيران؟ وهل إدارة “ترامب” جادة في إيقاف التجاوزات الإيرانية؟ أم أنها لطمأنة حلفاء أمريكا في المنطقة وخاصة دول الخليج؟الإدارة الأمريكية الجديدة جادة في إنهاء النفوذ والتمادي الإيراني في المنطقة، وأولى الخطوات التي اتخذتها هي تنحية اللوبي الإيراني الموالي للملالي عن البيت الأبيض، والاتجاه إلى تعديل أو إلغاء الاتفاق النووي، والسعي مع روسيا لسحب حزب الله من سوريا وحصاره اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا، بالإضافة إلى التصعيد مع الإدارة الإيرانية لوقف تدخلها في دول المنطقة.تقود المملكة العربية السعودية الأمتين العربية والإسلامية لمواجهة المخاطر المتربصة بهما، هل تعتقد أن الدول العربية على مستوى المسؤولية التي تقوم بها المملكة في هذه المواجهة؟ الدول العربية مقصرة، وليست على قدر المسؤولية التي تحملها المملكة العربية السعودية، والتي كانت الأقوى في مواجهة التمدد والخطر الإيراني في المنطقة. أنا أدعو قيادات الدول العربية إلى تقديم المزيد من الدعم لقوات التحالف، وخصوصًا القوات السعودية التي تجاهد ليل نهار لتأمين حماية بيت الله الحرام والدول العربية من الخطر الإيراني الطائفي، والإرهاب المنتشر هنا وهناك.كيف تنظرون لمستقبل حزب الله؟ وهل من الممكن استيعابه ضمن المكونات السياسية اللبنانية؟ حزب الله فقد الكثير من الفرص للعودة إلى لبنان والتخلي عن سلاح الغدر والقتل الذي يمارسه في سوريا، وليس أمامه خيار سوى سحب سلاحه نهائيًا وتسليمه للجيش اللبناني ومحاسبة قيادييه المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق “رفيق الحريري” والشعب السوري واليمني والبحريني.كثير من المحللين يرون أن الوضع السياسي في لبنان غير مستقر ومن الممكن أن ينفجر في أي لحظة، ما مدى صحة ذلك من وجهة نظركم؟الوضع اللبناني مستقر، ولن تشوبه أي شوائب، ولا مصلحة لأحد في زعزعة استقراره، خصوصًا أن الوضع العربي منشغل بقضايا، أبرزها سوريا واليمن والعراق، والمواجهة مع إيران، وليس هناك من يريد تأجيج الأوضاع في لبنان أو أي منطقة أخرى.لبنان الذي كان بلد الحريات وكان أبناؤه لا يغادرونه إلا لطلب العمل والتجارة أصبح كثير من أبنائه يغادرونه بسبب مواقفهم السياسية وأنتم من أبرز هؤلاء .. متى ستعود إلى لبنان؟ مع الأسف، التهديدات التي نتلقاها من حزب الله ليست تهديدات على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، بل زادت ووصلت إلى حياتنا الخاصة، وأصبحت علنية وجدية؛ ولهذا فلا أعتقد أن عودتنا إلى بيروت قريبة، وننتظر خلاص وطننا من هذا التنظيم الإرهابي، ووقف قتله المستمر لكل من عارضه ووقف بوجه مشروعه الطائفي الذي يسعى إليه منذ تأسيسه.