أعادت مذكرة تفاهم، وقعتها أخيراً أمانة الأحساء والهيئة العامة للسياحة والآثار، الآمال في عدم اندثار قلعة محيرس الأثرية في مدينة المبرز، بعد أن كانت مهددة بالاختفاء، إثر «الإهمال» الذي عانته على مدار عقود، ما أدى إلى تصدّع مبانيها المشيدة قبل أكثر من 200 عام. وأسندت هيئة السياحة والآثار، بموجب المذكرة، إلى أمانة الأحساء مهمات استثمار القلعة الواقعة في مدينة المبرز، وتطويرها، وإبراز الموقع للزائرين، وتوظيفه كموقع سياحي وترفيهي. ووقّع المذكرة من جانب الأمانة وكيلها للخدمات المهندس عبدالله العرفج، والمدير العام لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في الأحساء علي الحاجي، من جانب هيئة السياحة والآثار، على هامش فعاليات «ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2014»، الذي أقيم في مدينة الرياض. وقال أمين الأحساء المهندس عادل الملحم، في تصريح صحافي: «إن المذكرة تأتي امتداداً للشراكة الاستراتيجية بين الأمانة والهيئة، في دعم وتعزيز الجانب السياحي، والمحافظة على الآثار التاريخية للأحساء، وتطويرها لتشكّل مقاصد سياحية للأهالي والزائرين»، موضحاً أن الأمانة ستعمل على «تطوير كامل موقع قلعة قصر محيرس الأثرية، والساحة البلدية المجاورة لها». ويقع قصر محيرس الأثري في حي الراشدية شمال المبرز. ويعد أحد القصور التاريخية المعروفة، شُيّد عام 1208هـ، كقلعة حربية صغيرة بناها الإمام سعود بن عبدالعزيز. وشهدت هذه القلعة معركة بين قواته وبين قوات زيد بن عريعر، وطردهم من شمال المبرز ومن القرى الشمالية في الأحساء نهائياً. ويحوي القصر غرفاً وأبراجاً دائرية الشكل مكونة من دورين وبئر للمياه وآخر استخدم مستودعاً للذخيرة والسلاح. وجاء توظيفه بشكل يلائم الغرض الذي استخدم من أجله، حينما كان يتبع شرطة الأحساء. من خلال إضافة غرفة حديثة بُنيت بالطابوق والأسمنت في الركن الجنوبي الشرقي من القصر، وألصقت بالقصر تماماً. حتى ظن البعض أن هذه الغرفة مشيدة في نفس فترة بناء القصر. كما تم «لياسة» أجزاء القصر الأخرى بالأسمنت، من أجل إضفاء طابع موحد من الخارج ومن الداخل، وتم صبّ بعض أرضيات الغرف الداخلية لاستخدامها كمكاتب رسمية. وبناء غرف بشكل مستطيل جنوب القصر للاستخدام ذاته. كما تم بناء خزان أرضي للمياه شمال القصر الذي سُلّم لاحقاً لإدارة التربية والتعليم. ولم يشهد القصر منذ عقود أي عمليات ترميم وصيانة، ما جعله أقل تحصيناً أمام عوامل التعرية، وتعرض إلى «أضرار بالغة»، كان آخرها انهيار جزء كبير من البرج الشمالي الغربي للقصر. كما حدثت انهيارات أمام المدخل الرئيس للقصر وفوقه. ويخشى مهتمون من تفاقم أوضاع القصر، إذا لم يتم تداركها، وإعداد خطة عاجلة لصيانته وبقية المواقع الأثرية في المحافظة، وحمايتها من الانهيار. أمانة الأحساءالهيئة العامة للسياحة والآثار