في جو مفعم باﻷلفة والمحبة.. احتفل اهل (البديع ) في وادي جازان مؤخرا بتعيين الشيخ محمد بن حسن بن محمد شامي شيخا للبديع خلفا لوالده رحمه الله .. وقد رعى الحفل رئيس مركز وادي جازان اﻻستاذ عبدالله بن خالد البراق ، بحضور شيخ شمل وادي جازان الشيخ محمد بن حسين عقيل آل ابراهيم ،وعدد من مشايخ القرى والمسؤولين والادباء و التربويين و المثقفين ، و قد شرفت بتلقي دعوة لإلقاء كلمة في الحفل.. فتزاحمت اﻻفكار في خاطري و اضطربت الكلمات امامي وﻻسيما ان راعي الحفل ذو مكانة اجتماعية عالية وثقافة واسعة ، و فكر اداري متميز .. كما ان جمهور (البديع والقرفي) جمهور متذوق من الطراز اﻷول ، وﻻ يرضى إﻻ بنوعية رفيعة من المادة الثقافية ،، غير ان ما عزز في نفسي بقبول الدعوة عﻻقتي بالمحتفى به فهو اخي وصديقي.. و والده الشيخ حسن بن محمد شامي احد رموز الوطن و أحد حكماء وادي حازان.. قضيت اربعة عقود مﻻزما له .. في حياة والدي وبعد وفاته رحمهما الله .. فكان مدرسة في فنون اﻹدارة والعﻻقات اﻻجتماعية و التعاون مع اﻷجهزة الحكومية و معالجة المشكﻻت، و وأد الفتن في مهدها في( البديع) وغيرها ، وكان هذا ديدنه حتى مرضه الذي توفي فيه رحمه الله ، ومن هنا جاءت مشاركتي .. فركزت فيها بعد عبارات الترحيب بضيوف( البديع )وتهنئة المحتفى به .. على قضية ارى انها من اﻻهمية بمكان وهي : دور شيخ القبلة او القرية في تعزيز الروابط اﻷسرية واﻷجتماعية : فلم يعد دور الشيخ محصورا في التوقيع على اوراق التعريف او ما شابهها.. على اهميتها .. بل يتعدى ذلك الى اﻻصﻻح اﻻجتماعي ، و تعزيز دور القبيلة واﻻسرة في الترابط اﻻسري واﻻجتماعي ، ومعالجة العلل اﻻجتماعية ك(تراجع القيم ، والعصبية ، والعنف اﻻسري والتفكك اﻹجتماعي ) ، ومساندة مؤسسات النظام المدني في رسالتها نحو مجتمعه . ولعل من اهم العلل اﻻجتماعية المعاصرة انعكاسات وسائل التواصل اﻻجتماعي المذهلة.. فقد يكون الفتى مع اسرته وهو في اللحظة نفسها متواصل مع من هم في آخر اصقاع اﻻرض .. واسرته ﻻتعلم عن ذلك شيئا .. فيأتي هذا اﻻتصال بأفكار مريبة وثقافات غريبة .. فتسري في المجتمع كما يسري السم في العسل .. وهنا تكون اﻻسرة الواعية والمجتمع المترابط بمؤازرة الشيخ واعوانه خط الدفاع اﻻول . وحتى يتمكن الشيخ من تحقيق الحد اﻷدنى من تلك المهام فﻻبد ان يكون حوله عدد من اﻻعيان والمثقفين والوجهاء ممن أوتوا الحكمة و الروية وبعد النظر.. ليكونوا مجلسا استشاريا كل فيما يخص قبيلته ، وعند ذلك سيكون دور شيخ القرية فاعﻻ و مؤثرا . وقد قيل من قبل (المواطن رجل اﻷمن اﻻول) حفظ الله الوطن.. ودامت أفراحه.