يشرع الوطن شرفة أمنياتي كطير أخضر يغرد عن قرب، يبشرني بفجر التحول، وأن ربيع الفرح على الأبواب. ويصر أن أفتح الباب لننطلق معاً بعد صمت غياب. «احتفي بك، فاحتفي بي».. يهمس في النبض مستحثاً يلحّ.. وأتردد. ويكرر «أحمل وعد الربيع الحقيقي.. أفيقي.. لست أحمل غيم سراب»! تثور تساؤلاتي.. أفكر فيما مر بي، أو مررت به، من وعودٍ بين ماضٍ وآتٍ: تفاصيل وميض اللحظات الساعات الأيام الشهور السنوات العقود.. أستعيد وخزات شوك الطريق ومرارة التغرب ومتاهات الشتات.. هل يمكن أن أستعيد عزم الشباب؟ أنقش في وطني اسمنا فوق هام السحاب، نشق طريقاً بعزم الشباب؟: يسائل قلبي: الوعدُ لي منك.. أو منك لي؟ سيـّان،. أنت أنا! من يُبتلَى بالهوى بيننا؟ ومن يبتلي؟.. سيـّان،. أنت أنا! والوعدُ لي فيك كلُّ المُـنَى.. ** متى ما تُغنِّي عن الحلمِ وعداً تقسِّمه بيننا في النسغ تصحو ربيعاً مواعيدُك الدانية وأنت الربيعُ المسافرُ وعدَ أريج ما الفرق..؟ والعطرُ في الوردِ والآنية وأنت أنا.. لنا الآن أن يستفيق العبير كلُّ المعاني الحبيسةِ في النسغِ تُزهر مرضيّةً راضية.. ** الوعدُ لِي؟ تعبت انتظاراً هب لي انعتاقَ الربيعِ بِذاتي انهماراً انبعاثَ حياةٍ بِسنبلةٍ وافية حقولَ الحصادِ الذي سوف يأتي اخضراراً ** الوعدُ لِي؟ هب لي صوتاً وقيثارةً تتغنّى باِسمِك لا يحتويها الأوانُ انحصاراً ما كان أو سوف يأتي وأغنيةً لا يملُ صداها الزمان وفاتحةً لانبلاجِ المكان حواراً