تزخر الكويت بمعالم وأماكن تاريخية بقيت شواهد على التاريخ فكأنها وثائق تحفظها الذاكرة الجمعية للكويتيين. و«كشك مبارك» أحد المعالم التاريخية المهمة في تاريخ الكويت، وتعود نشأته لعام 1897 - أي بعد سنة من تولي الشيخ مبارك مقاليد الحكم. تطلق كلمة «كشك» في اللهجة الكويتية على المبنى المربع الشكل ذي طابقين، السفلي يحوي دكاكين، والطابق العلوي يتكون من مجلس يمكن الوصول إليه من خلال سلم خارجي، وهذا هو سبب التسمية التي اقترنت باسم الشيخ مبارك الصباح فهو أول من بنى الكشك في الكويت، وكان يتألف من جزء شمالي وآخر جنوبي. يقف «كشك مبارك» في قلب مكان كان مميزاً في ذلك الوقت، حيث يقع في المركز الاقتصادي للكويت وتحيط بساحته مجموعة من الأسواق منها «سوق الخضرة، وسوق التناكة، والسوق الداخلي، وسوق الدهن، وسوق التمر، وسوق الخراريز، وسوق الماء». كما يعتبر المكان معبراً يمر منه معظم المتجهين إلى ساحة الصفاة. كان «كشك مبارك» مقر الحكم للشيخ مبارك الصباح في بداية فترة حكمه، حيث كان يجلس في الكشك الشرقي صباحاً من بعد صلاة الفجر، وفي الكشك الغربي مساءً... يستمع فيه لآراء المواطنين ويصغي إلى مشكلاتهم ويستجيب لما أمكنه من مطالبهم. تحولات تاريخية استخدم الشيخ مبارك الصباح الكشك الغربي مقراً لإدارة الدولة حتى انتقاله لقصر السيف. ويتكون الكشك من طابقين، وكان يشغل الدور الأرضي مكتب شؤون الغواصين ومكتب التسجيل العقاري. وتحول المبنى بعد ذلك إلى إدارة البلدية، ثم إلى مقر للبريد عام 1942، ومن ثم أصبح أول فرع للمكتبة العامة لإدارة المعارف عام 1952. عمليات تجديد يعتبر «كشك مبارك» واجهة تاريخية مهمة في الكويت ومركزاً للتاريخ القديم، لذا قام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإعادة استملاك الكشك الغربي في منتصف عام 2010 ومن ثم بدئ في أعمال تجديده التي شملت ترميم ثلاثة أقسام من الكشك المكون من طابقين، حيث يضم الطابق الأرضي أقدم صيدليات الكويت وهي صيدلية «عبد الإله القناعي» التي تقع في أحد جنبات الكشك وافتتحها في عام 1920. ويشمل القسم الثاني أعمال ترميم مجلس الشيخ مبارك الذي كان يستخدمه في جلساته العامة للاستماع إلى آراء ووجهات نظر ومشكلات المواطنين، وخصص القسم الثالث لإقامة متحف صغير لأهم معلومات هذا الكشك وتطور استخداماته. تم افتتاح الكشك في المباركية في 23 مارس 2011 بحضور أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ليكون من أبرز الأماكن التاريخية في الكويت. مقتنيات وزيارة «كشك مبارك» ليست مجرد زيارة لمعلم تاريخي فحسب، بل فرصة ثمينة للتعرف على تاريخ الكويت فهو يضم مقتنيات أثرية للشيخ مبارك الكبير من الكتب والرسائل، إضافة لمجموعة من الصور الرائعة التي توثق تلك الفترة والأوسام العثمانية والرخص والآلات والأدوات مثل الكاميرات والأختام والميزان والهاتف والأمتعه الشخصية. من الذاكرة بقي «كشك مبارك» كوحدة معمارية وحيز اجتماعي قادر على استيعاب مختلف الأزمنة والتفاعل مع الحياة اليومية، من خلال أهميته تاريخياً، معمارياً، سياسياً واجتماعياً. لقد اختلفت وظيفة الكشك مع كل حاكم أو حقبة تاريخية، فكان الكشك أول محكمة تشريعية مستقلة للكويت عام 1934 واستمرت حتى عام 1939 عندما انتقلت إلى مبنى دائرة المحاكم بالصفاة. وفي عام 1942 سمي الكشك الشمالي بكشك البوسطة ثم استخدم فيما بعد كمقر لمكتب البريد البريطاني. وفي 1958 تأسست إدارة وطنية كويتية للبريد وافتتح أول مركز بريد في الصفاة ثم اتخذ الكشك مقراً للمكتبة العامة منذ مطلع الخمسينيات إلى نهايتها. الماضي والحاضر اليوم ونحن نسير في سوق المباركية يظهر أمامنا « كشك مبارك» ليعيد إلى الذاكرة فترة من تاريخ الكويت، ولعل موقعه في هذه المنطقة التجارية المزدحمة طوال اليوم تجعلنا زواراً دائمين له. يقول سعيد محمد: إن « كشك مبارك» لفت انتباهه في أول زيارة له للكويت قبل عامين فيقول: كنت متجهاً إلى سوق الخضار الذي يقع خلف الكشك ولكن استوقفني شكل وطراز الكشك القديم فصعدت للدور الأول لأجد أن « كشك مبارك» موقع تاريخي أثري تجولت داخله ورأيت عديداً من الصور والوثائق التي تسجل تاريخ الكويت وكأننا أمام كتاب دونت فيه مرحلة مهمة من تاريخنا. ويبين سعيد أن محتوى الكشك أثرى المكان أكثر وكذلك الصيدلية التي تضم مجموعة من الأدوية الطبية والعلاجات القديمة. عبد الحميد صالح يعتبر «كشك مبارك» إرثاً حقيقياً للأجيال القادمة، فكل زاوية فيه تتحدث عن ماضي الكويت فيقول: أصبحت اصطحب من يزورني إلى سوق المباركية للتجول فيه كسوق قديم ومميز، وكذلك زيارة الكشك الذي يعد بمثابة متحف تاريخي خاصة أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حرص على أن يكون الكشك مفتوحاً للزوار مجاناً طوال اليوم، فنحن بحاجة إلى مثل هذا التوجه الذي يجعلنا على مقربة من التاريخ، ويشجعنا على المعرفة والاطلاع كما زود المجلس الكشك ببعض الكتيبات التعريفية باللغتين العربية والإنجليزية. عبق الماضي سوق المباركية هو سوق كويتي يقع في منطقة القبلة وهو سوق تراثي وسمي بذلك نسبة إلى الشيخ مبارك الصباح ويتميز بتصميمه على طريقة الأسواق القديمة. يزخر السوق بمختلف البضائع ويضم عدة أسواق: سوق الخضار سوق التمر، سوق السمك، سوق الحلويات ومختلف المواد الغذائية. كما تتفرع منه أسواق قديمة ويوجد فيه عديد من المقاهي الشعبية والمطاعم التي صممت على طراز قديم وتقدم مأكولات شعبية. والزائر لسوق المباركية يعيش أجواء الماضي الجميل ويتعرف على أسواق الكويت القديمة.. فهو مكان يستقطب أهل الكويت والمقيمين والسياح لبساطته وخصوصيته.