اتهم نواب أكراد في البرلمان العراقي، أمس، نائب الرئيس نوري المالكي، بالتخطيط لاستهداف إقليم كردستان، على خلفية سعيه إلى زيادة عدد المسلحين الأكراد في صفوف ميليشيات «الحشد الشعبي». واعتبروا أنه استفاد من الأزمة الاقتصادية التي يشهدها الإقليم، لتنفيذ أهداف سياسية ضد الأكراد في المناطق المتنازعة عليها بين أربيل وبغداد في المستقبل القريب. وقال النائب الكردي عضو لجنة الأمن والدفاع شاخوان عبد الله لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك جانبًا اقتصاديًا وسياسيًا خلف محاولات زيادة تجنيد الشباب الكردي في صفوف (الحشد الشعبي)، فهم يرون أن وجود قوات البيشمركة في هذه المناطق (المتنازع عليها) سيجهض محاولاتهم لتنفيذ أي سياسة ضد الكرد، لذا يحاولون امتلاك قوات في هذه المناطق، مستفيدين من الأزمة المالية التي يشهدها الإقليم في محاولة تجنيد بعض الكرد في صفوف (الحشد الشعبي)، ومن ثم استخدامهم لاحقًا لتنفيذ أهداف سياسية». لكن عبد الله أكد أن «المالكي وأتباعه لن ينجحوا في هذه العملية». وقال: «سيترك المسلحون الكرد صفوف (الحشد الشعبي) إذا صدرت لهم الأوامر بتنفيذ أي خطوة ضد إقليم كردستان». ودعا القيادة السياسية في الإقليم إلى التحرك باتجاهين في هذا السياق، أولهما «بحث هذا الموضوع في اجتماع الأطراف السياسية في كردستان لمنع أي شخص كردي من الانضمام إلى أي قوة غير قوات البيشمركة داخل حدود كردستان»، والثاني «ضم الشباب الكردي (المنخرط في صفوف «الحشد الشعبي» أو من ينون الانضمام إليه) إلى قوات البيشمركة». ويوجد المسلحون الأكراد ضمن صفوف «الحشد الشعبي» في المناطق المتنازع عليها في حدود أربع محافظات، هي ديالى، خصوصًا في قضاء خانقين ونواحي جلولاء والسعدية وقضاء مندلي، والواسط في قضاء البدرة وناحية جسان، وتكريت في قضاء طوزخورماتو، وكركوك. لكن عدد الكرد المنضمين إلى «الحشد الشعبي» في كركوك قليل مقارنة بالمحافظات المذكورة الأخرى. وبحسب مصادر في «الحشد الشعبي»، فإن المالكي «أوعز إلى هيئة الحشد بتوسيع حصة الأكراد، وتقديم إغراءات كبيرة لهم، ومنحهم قطع أراضٍ للبناء وامتيازات أخرى». وتؤكد أن انضمام الأكراد إلى «الحشد» يكون «من خلال عدد من الأشخاص الذين يعرفون أنفسهم بأنهم وجهاء من تلك المناطق، ويُختارون بموافقة وتزكية شخصية من قبل المالكي نفسه، وبالتالي هم الذين يسجلون الشباب ضمن فصائلهم». وأوضح النائب الكردي في مجلس النواب العراقي إسلام حسين لـ«الشرق الأوسط»، أن المالكي «تمكن حتى الآن من تجنيد أكثر من 1200 كردي في صفوف (الحشد الشعبي)، وهو مستمر في مساعيه لضم عدد أكبر إلى صفوف الميليشيات التابعة له، ونحن نعتبر محاولات المالكي مؤامرة خطيرة؛ لأنه لن يتوانى عن استخدام هذه القوات في هجوم على الشعب الكردي إذا سنحت له الفرصة».