×
محافظة حائل

بركاتك يا (عيد)؟! - محمد بن علي الشهري

صورة الخبر

قالت الفنانة سابين إن التمثيل لم يسرقها من الغناء، وإنها تستمتع في الجمع بين الاثنين، وإنها تعدّ نفسها محظوظة في هذا الشأن. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أنا سعيدة بوضعي الحالي ولا أعتبر نفسي مقصّرة في الغناء على حساب التمثيل ولكن الأمور يلزمها التخطيط والتأنّي، وهذا ما أقوم به في المجالين وبرويّة». وتلعب سابين حاليا بطولة مسلسل «فخامة الشكّ» الذي يعرض على شاشة (إم تي في) وهو من كتابة كلوديا مرشيليان وإخراج أسامة الحمد. ويشاركها فيه الممثل يورغو شلهوب إضافة إلى مجموعة من الممثلين، كيوسف حداد وإلسا زغيب وفؤاد شرف الدين وغيرهم. وتجسّد سابين في المسلسل الذي تنتجه شركة (الصدى) بالتعاون مع (ميديا ريفوليوشن 7)، شخصية مركّبة تحكي قصّة امرأة متزوّجة يلفّها الكثير من الغموض وتشعر بوحدة قاتلة بسبب إهمال زوجها لها. «في الواقع لا أوافق على ما تقوم به نور (اسمها في المسلسل) تجاه زوجها، فهي تخونه لأسباب عدّة وبينها تعرّضها هي أيضا للخيانة من قبله. ولكني حاولت التخفيف من مسؤوليتها في هذا الشأن، بعد أن قرأت النص جيّدا، وبرمجت نفسي على أداء لا ينفر منه المشاهد بل يدفعه إلى التعاطف معها». تقول سابين التي أطلت للمرة الأولى كممثلة في «أحمد وكريستينا» في واحد من مواسم رمضان الماضية. وعلّقت: «هناك فرق كبير بين شخصيّة كريستينا والشخصية الحالية التي ألعبها في (فخامة الشك)، حتى أنني خفت من الدور في بادئ الأمر لأنه يخرج المرأة عن تقاليدنا الشرقية، ولكن عندما تعرّفت إلى حيثيّات المراحل التي تمرّ بها وافقت دون تردد». ووصفت نصّ الكاتبة كلوديا مرشيليان بالرائع قائلة: «لديها أسلوب مميز في الكتابة بحيث تعمل على توضيح الصورة كاملة للممثل الذي تتعاون معه، مستخدمة تفاصيل تبلور له أحداث العمل. فهذا الأمر يجعل هذا الأخير يسرح في عالم من الخيال على طريقة أغنية فيروز (قصقص ورق ساويهم ناس)، فيستمتع بقراءة دوره ودور الآخرين من فريق العمل، فيزداد حماسا للمشاركة فيه». وتابعت: «مفاجآت كثيرة تنتظر المشاهد في (فخامة الشكّ) الذي يتألّف من ستّين حلقة، والذي ما زلنا في طور تصويرها حتى الساعة». وأشارت سابين إلى أن «الشكّ سيترافق مع مجريات القصّة، إلا أن مفاتيحها تبدأ تلوح أمام المشاهد منذ حلقته الخامسة، حين ستنكشف الأسرار في إيقاع مشوّق». وعن كيفية تحضيرها لهذا الدور قالت: «نعمل نحو 16 ساعة يوميا وأدرس مشاهدي قبل ليلة واحدة من تصويرها، وأتمرن على أدائي بدءا من ملامحي وصولا إلى الألفاظ التي سأستخدمها، فأركّب لكلّ مشهد نغمات كلماته كي أشد المشاهد، وأجيب على بعض أسئلته الاستفهامية، وأدفعه إلى التعاطف مع (نور) قدر الإمكان». وتضيف: «لا أريد أن يكره المشاهد نور قبل أن يقف على الأسباب الحقيقية التي دفعتها إلى خيانة زوجها. ولعلّ ملامح وجهي ساعدتني كثيرا في إيصال تلك الرسائل له، كونها تجمع ما بين الهدوء والقلق والغموض معا». ووصفت أداءها بالمطلوب فهي لا تبالغ في طبيعيتها كما أنها في المقابل لا تلجأ إلى التصنّع، فتقف في الوسط كي يكون مقنعا وحقيقيا. «أعتقد أن الموهبة والذكاء عنصران أساسيان لدى أي فنان، فمن خلالهما يصل إلى تحقيق أهدافه. كما أنني صرت أكثر نضجا في أدائي وهذا أمر طبيعي لأن التمرّس في التمثيل يشبه التمرّس في الغناء، فعندما يصبح صاحبهما ملمّا بمفاتيح المجالين يسهل عليه الأمر فيشعر بأنه يمسك بزمام الأمور». وعن تجربتها التمثيلية إلى جانب فؤاد شرف الدين، أحد الممثلين المخضرمين على الشاشة الصغيرة قالت: «إنه يملك حضورا أخاذا يشعرك بسرعة بأنك أمام ممثل محترف. فهو صاحب شخصية دمثة وقريبة إلى القلب، ويعرف كيف يتحرّك أمام الكاميرا، ولقد كنت محظوظة في التعرّف إليه والوقوف إلى جانبه في عمل واحد». وأشارت إلى أن أجواء العمل عامة تحمل الكثير من الانسجام بين أفراده، وأنها شخصيا تمضي وقتا ممتعا في المشاركة فيه: «أمضي إلى موقع التصوير بفرح فالفريق بأكمله منسجم مع بعضه البعض. حتى أن المشاهد التي أقوم بها مع الممثل يورغو شلهوب نتدرّب عليها بسعادة، فنتشارك في الآراء وفي عملية الأداء. هو شخص رائع وجدّي ومحترف في أدائه وفي تعامله مع الآخرين». وأكدت بأنها لم تتعرّض لمواقف محرجة مع الممثلين الذين تتعاون معهم موضحة: «لم أتعرض لموقف خذلني أو عرّضني إلى الانسحاب من موقع التصوير يوما، فالممثلون اللبنانيون في معظمهم أشخاص محترفون، يرمون بكرة التمثيل للطرف الآخر أمامه ودون تردد، ولا يحاولون السيطرة على الدور أو التعالي على شريكهم في عملية الأداء، بل يحترمونه ولا يتوانون عن تسديد النصيحة اللازمة له. فأنا لا أتحمل هذا النوع من الأمور، فيما لو صادفت يوما أحد هؤلاء الفخورين بأنفسهم إلى ذلك الحدّ، أنسحب من العمل وأوقف التصوير دون شكّ». وأكدت سابين على أنها فخورة بما حقّقته حتى اليوم في مجالي الغناء والتمثيل وقالت في سياق حديثها: «لقد صرت أكثر ثباتا وأعرف أن كلّ ما أنجزته حتى اليوم كان بفضل الجهد الذي بذلته في المجالين، فأنا لم أستسهل الأمور بل أخذت كلّ شيء على محمل الجدّ، فمن يسعى لا بدّ أن يلاقي النتيجة التي يرجوها». وتابعت: «لا أسأل نفسي أبدا إلى أين سأصل، ولكني أعرف أن محبّة الناس لي هي التي ساندتني وحفّزتني على تقديم الأفضل. فهذه الإيجابية التي يلاقيني بها الناس وتقديرهم لموهبتي يحثّاني على الإكمال في طريقي وبالإيقاع نفسه». وعن مشاريعها الغنائية الجديدة قالت: «أحدث عمل غنائي قمت به هو أدائي لتيتر مسلسل (فخامة الشك) وأنا سعيدة بذلك». وعلّقت على رحيل الموسيقار ملحم بركات الذي ربطتها به علاقة وطيدة فقالت: «لا أستوعب حتى اللحظة بأنه رحل، لقد كان سندا حقيقيا لي، فأحيينا معا حفلات غنائية عدة كما أديت أغاني من ألحانه، وكنت على وشك تسجيل أغنية ثنائية معه بعنوان (عيب اللي بيعمل عيب)، إلا أنه رحل قبل تحقيقنا ذلك، وصرفت النظر عن هذا الموضوع لأن عمود هذا العمل غاب ولا أرغب في أن أقدم الأغنية من دونه». وختمت: «هو دون شكّ اليوم مرتاح في المكان الموجود فيه، وفخور بمحبّة الناس له بعد أن أصابهم حزنا كبيرا بعيد رحيله عنهم».