شيء لا يصدق.. في كل مرة يُظن فيها أن الهلال في طريقة للسقوط ينهض بقوة ويفترس خصومه بلا رحمه.. وكان الضحية هذه المرة السد القطري بطل نسخة 2011 الذي تحول لحمل وديع لا حول له ولا قوة أمام تنين مفترس لا يرحم.. راجما مرماه بخمسة أهداف نظيفة أمس الثلاثاء في افتتاح مباريات الجولة الرابعة من دوري أبطال آسيا 2014.. وكان قادرا على مضاعفة النتيجة لولا حالة الرضى التي سادت بين لاعبي الهلال في الدقائق العشر الأخيرة رحموا فيها كسرة حال لاعبي السد الذين تاهو وسط موج الزعيم الأزرق العاتي.. ليتقدم الهلال للمركز الثاني في المجموعة الرابعة بخمس نقاط خلف الأهلي القطري الذي بات يملك ست نقاط بعد تعادله أمس مع سابهان الإيراني سلبا. ويتقدم الهلال على السد الثالث بفارق الأهداف والمواجهات المباشرة.. فيما تراجع سابهان للمركز الرابع بأربع نقاط. والخسارة هي الأولى للسد على الملاعب السعودية والأكثر قسوة في تاريخه الرياضي العريق الذي يحمل بين طياته بطولتين من دوري أبطال آسيا. مباراة هلالية أكثر من رائعة.. وعودة من الباب الواسع..و تكرار لمباريات تألق فيها الزعيم بشكل لافت هذا الموسم عندما هزم الاتحاد 5ـ1 والشباب 4ـ1 والاتفاق 5ـ1 والنصر 4ـ3.. واضاف السد للفرق التي هزمها بالخمسة . أثمر الضغط الهلالي على حامل الكرة في منح الهلال الافضلية المطلقة ومكنه من بناء هجمات سريعة اثمرت عن خمسة أهداف وكان يمكن أن تكون اكثر لو أن سوء الحظ لازم القحطاني في تسديدتين والشمراني في مثلهما.. كما أن الجابر فضل تأمين الوسط في آخر ربع ساعة فابعد الفرح القحطاني بعد أن اديا المهمة.. ورحم ضعف حال السد الذي ظهر أمام قوة الهلال واهنا وبلا حول ولا قوة. من البداية كان واضحا أن الهلال عاقد العزم على رد اعتباره أمام جماهيره.. فلم يحتج لأكثر من دقيقة ليصل لمرمى السد عبر ركلة جزاء لصالح ياسر القحطاني أكد الخبير الدولي جمال الشريف صحتها 100%.. وتصدى القحطاني بنفسه للكرة وأودعها الشباك لتهتز المدرجات الزرقاء بعنف (3). أحكم الهلاليون قبضتهم على المباراة بفضل تكتيك دفاعي محكم نجح من خلاله سامي الجابر في عزل عناصر قوة السد والمتمثلة في نذير بالحاج وثباتا وخلفان ابراهيم ففصل الثلاثي الخطير بوسط متحرك وخطر.. ولم يحتج الهلاليون لوقت طويل لزيارة الشباك القطرية مجددا بهدف من المدافع سلطان الدعيع استغل فيها عرضية من كرة زاوية لم يحسن الدفاع القطري في إبعادها (28) ليبدأ مسلسل الإبداع الأزرق.. ويتألق الشمراني في تسجيل ثلاثة أهداف بأشكال وأساليب مختلفة.. فبعد ست دقائق من هدف الدعيع تألق الشمراني وحول كرة عرضية مثالية من سالم الدوسري حولها برأسه في الشباك. ولم يهتز اداء الهلال بعد اضطرار المدرب الجابر لإبعاد تياغو نيفز المصاب وعوض عنه بعبداللطيف الغنام.. تبديل يؤكد تعلم الجابر من خطأ مباراتي السد وسابهان القطري السابقتين مفضلا التركيز على الدفاع وعدم المبالغة في الهجوم.. لم يبالغ الجابر هذه المرة في الهجوم وسار بالمباراة بشكل مثالي.. وواصل سيطرته على المباراة.. محولا اللعب لـ4ـ3ـ2ـ1. واستلم القحطاني مهمة صناعة اللعب بدلا من نيفز.. وتألق في هذا الدور بشكل لافت للنظر ورمى لناصر الشمراني الكرة ليضعه في مواجهة المرمى .. وأطلق الهداف الهلالي قدميه للريح ليواجه المرمى ويودع الكرة الشباك بكل براعة (58).. وبعد أربع دقائق فقط عاد الشمراني ليختتم مسلسل الأهداف الزرقاء مستغلا غرضية مثالية من عبدالله الزوري.. وبفضل الهاتريك بات الشمراني سيد هدافي دوري أبطال آسيا بعد أن رفع رصيده من الأهداف لـ19 هدفا خلال مشاركاته السابقة في البطولة كما تصدر هدافي نسخة 2014 بخمسة أهداف بالتساوي مع مهاجم العين اساموه جيان. أحكم الهلاليون قبضتهم على المباراة منذ الهدف الثاني وكانت مسألة إضافة المزيد من الأهداف مسألة وقت لا أكثر.. نجح الجابر في مصادرة عناصر القوة في السد.. وفرض سيطرته على الوسط وأمن الأطراف بشكل دقيق.. فقد الدفاع الهلالي واحدة من أفضل مبارياته دفاعيا وهجوميا. أيضا ظهر الحارس الهلالي العائد للشباك عبدالله السديري بشكل مميز بالأمس.. ونجح في إعاده إكتشاف نفسه بعد أن استعاد مركزه الأساسي. الفوز الهلالي العريض كان أكبر رد على كل من شكك في فوزه الجمعة الماضية على النهضة.. فعلا الافلام الهندية تتواصل والزعيم يواصل السحق بلا رحمه. على الرغم من الفوز الكبير لم يخرج الهلال من المباراة بلا خسائر.. فلن يكون بمقدور هدافيه ناصر الشمراني وياسر القحطاني المشاركة في مباراة الفريق في المباراة المقبلة أمام الأهلي القطري في دبي لنيلهما بطاقتين صفراوين بالأمس.. ولم يكن قرار الحكم الياباني في منح اللاعبين بطاقات صفراء صائبا.. فلم يكن دخول القحطاني على ثباتا عنيفا كما أن اشتراك الشمراني مع بالحاج كان نظيفا ولم يرتكب أي خطأ.