×
محافظة المنطقة الشرقية

سعود بن ثنيان: المملكة على موعد مع 20 مشروعاً صناعياً خلال 5 سنوات ستجذب 7 مليارات ريال

صورة الخبر

للأسف لا زلنا نعاني اليوم وسنعاني غداً كما عانينا بالأمس بفكر واحد يقود الكثيرين من الأشخاص والإدارات ومنظومات العمل وهي تتعامل مع مشاهد العمل هنا وهناك بهذا الفكر الذي لايزال يريد أن يستعطف الجميع بلغة واحدة لا تتغير رغم تغير الزمان هذا الفكر لازال يريد منا أن نسير معه في طريق واحد وعلى نظرية واحدة هي القاعدة التي ينظرون من خلالها للآخرين. للأسف أنها نظرية المؤامرة التي لازالت تسيطر على الكثيرين ونظرية إن لم تكن معي فأنت ضدي هدفهم أن يطبل لهم الجميع ويصفق لهم ولا يكشف واقعهم بل تصل بهم الأسباب بأن يتصلوا ويتواصلوا مع أي جهة لكي يقولوا هناك مؤامرة تحاك ضدنا كلمة المؤامرة خلال أسبوع واحد ترددت علي أكثر من مرة فأي مؤامرة ومن يتآمر ضد من ولماذا هذا يتآمر ضد ذاك وماهي الفائدة وما هو الهدف لماذا نصل لهذا الحد من الاتهامات والنظريات والرؤى التي تجعلنا نشعر وكأننا نعيش في غابة الكل يريد أن يقضي على الآخر لماذا هذا الفكر السوداوي الذي يسيطر على البعض ولماذا تلك النوايا التي نخفيها ونقولها هنا وهناك. للأسف أن هناك الكثيرين لم يتعودوا على أن يكون الإعلام يسير في خانة العمل الصحفي المهني الذي يقوم على كشف الحقائق والنقد الهادف الذي لا يخرج عن أدبيات النقد الصحفي ولا يتجاوز تلك الخطوط التي نعرفها جميعاً وعلينا اليوم أن نتقبل لغة الحوار والتحاور وتبادل الآراء بالفكر والمنطق وعندما تريد جهة أن تحتج أو تنفي فعليها أن تكشف الحقائق بأدلة وليس بكلام يساق ويصاغ لمجرد النفي وعندما تتجاوز وسيلة إعلامية أو إعلامي في أي منصة كانت فلابد أن نتعلم كيف نبحث عن الحقوق بالوسائل الحضارية التي يكفلها القضاء فمن حق أي شخص أن يمارس حقه القانوني بكل حياد ودون حرج وهذه هي الممارسة الصحيحة التي من خلالها نستطيع أن نؤسس لفكر يحمل الاحترافية في الطرح والعمل وليس فكراً لا يريد إلا أن يقول كونوا معي أو ضدي. في الاعلام تعلمنا أننا على قدر ما نَنتقد فنحن نُنتقد وعلى قدر ما نكشف سلبيات الآخرين فنحن لدينا سلبيات وعلى قدر ما نسعى أن نبرز تلك الإيجابيات فنحن لدينا إيجابيات نحن صوت المسئول متى ما أراد ذلك وصوت القارئ الذي يريد ذلك ونحن الرقيب والمرآة التي تعكس الواقع فالإعلام ناقد وناقل وليس تابعا وعندما يكون تابعا فهو يكون تابعاً للوطن في كل صغيره وكبيرة وليس تابعا لجهة أو شخص أو كيان هنا أو هناك. وعندما يصبح الاعلام أو الإعلامي تابعا فهو يفقد مصداقيته ونزاهته ويصبح عمره قصيرا وللأسف أننا خلال الفترات السابقة كنا لا نسمع إلا لصوت التعصب ولا يُصدر على مسامعنا إلا أصوات المتعصبين هذا مع ذاك وذاك مع هذا وأصبحت حتى برامجنا تختار الأعلى صوتاً وضجيجاً لا يهم ما يقول هل هو مفيد أو غير مفيد المهم أنه يدافع عن ذاك النادي أو ذلك الشخص بل ويدعمون في كل مكان وبكل الوسائل ويقربون في المجالس ويوجهون حسب السياسات والمصالح والأهداف. اليوم علينا أن نعي أن مرحلة التبعية أصبحت بضاعة فاسدة لا تغني ولا تسمن من جوع وأن الإعلام أصبح الأكثر تأثيراً وعلينا اليوم أن نفكر كيف نعمل ونقدم عملاً نجعل الإعلام يتحدث عنه لأنه أصبح الواقع والكل اليوم أمام إعلام مفتوح يناقش كل صغيره وكبيرة ووسائل إعلامية متعددة فمهما حاولنا أن نضلل أو ننحاز مع أي جهة أو شخص فهناك وسائل أخرى ستكشف الحقيقة فلم تعد الحقيقة غائبة أو يمكن تغييبها بمنع ظهورها ولكن المهم كيف يمكن أن نجعل تلك الحقيقة عملاً احترافياً يقدمه الواقع ولا يقدمه الإعلام مهما حاول البعض اليوم أن يتشكى بلغة المؤامرة فهو لن يستطيع أن يصل لبر الأمان فالعمل اليوم هو الفيصل الذي يستطيع من خلاله المسئول أن يرد ويتحدث وعليه أن يواجه الحقائق بالحقائق وأن لا يتهرب منها فهروبه ليس حلاً بل هو يعني أن تلك الحقائق ستبقى تلاحقه. ما أود الختام به أنه علينا أن نصفي الأنفس ونتعامل مع الأعمال وليس النوايا وعلينا أن ننظر بحكمة العقل ونتحاور بلغته وأن ننسى نظريات المؤامرة وأن نكون أكثر عقلانية في إصدار الأحكام وأكثر تفاؤلاً في التعامل مع الأحداث والأشخاص وأن نخلع النظارة السوداء التي لبسها البعض لزمن يحتاج منا لبصر وبصيرة تقود الفكر والعمل.