أعجبتني عبارة الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم خلال الاحتفاء بجائزة الملك فيصل العالمية. قال الأمير: «إن السعودية تعيش حراك تنمية وثقافة، لا حراك ميليشيات وحرب». وهذا أمر حقيقي، ولكن ثمة من يحاولون إشاعة فكرة اليوتوبيا عن مجتمعنا؛ ثم يعمدون إلى تكثيف السلبيات والسعي لاستخدمها مادة للتحريض والتهييج. هذا السياق بدأ يتشكل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأصبح النأي عن فخ هذا التهييج أمرا وقرارا يتعلق بالإنسان. هنا لا بد من الإشارة والتنويه إلى أن شباب وبنات الوطن أصبح لديهم من الوعي والإدراك ما يجعلهم يقرؤون الصورة بشكل حصيف، وبالتالي تتحول الأصوات الموتورة إلى مادة للتندر والتسلية. إن الحراك السعودي الواعي، هو حراك حقيقي، يلتف بكامله من أجل الوطن والإنسان والقيادة. وهذا الفعل الجمعي الطبيعي، أحد الأمور التي لا تسر العدو. إن الرهان على الوعي وعلى روح المواطنة الحقة، مسألة لا يمكن أن تقترن بفوائد فردية، إذ هي صمام أمان يفضي إلى تحقيق معادلة الاستقرار والتنمية. هذه المعادلة التي جعلت السعودية - وإن تعامى البعض عن هذه الحقيقة - أحد خيارات الاستثمار الآمنة إقليميا ودوليا. ووسط كل هذا؛ كان لا بد لبعض الأصوات الانتهازية أن تسعى لاستغلال قضايا عادية من أجل تحويلها إلى قضية رأي عام. لا نختلف حتما في أهمية أن تعلو الأصوات ضد أي مظهر سلبي؛ لكن مع استحضار روح المسؤولية والمواطنة، وصد المزايدين على هذا الكيان الشامخ بقادته وأبنائه وأرضه الطاهرة.