أكد الكاتب الإسباني خوسيه ميغيل بوريتا، أن الحراك الثقافي السعودي متطور، مبينا في حديثه لـ «عكاظ» إعجابه بمعرض الكتاب الدولي في الرياض، ومشيرا إلى أنه سينشر كتابا بتمويل سعودي. وقال عن معرض الرياض الدولي للكتاب «لم أتصور المعرض بهذه القيمة، فعندما وجهت لي الدعوة وافقت عليها لحبي للغة العربية، ولكونها فرصة ثمينة للتعرف على الثقافة السعودية، لكنني سررت عندما وصلت إلى المعرض ولاحظت بأنه كبير جدا بمشاركة دور نشر تعتبر من أهم دور النشر، ووجدت المنشورات السعودية غير المتوفرة في إسبانيا، فعندكم منشورات فريدة وجيدة، لاحظت بأن الجمهور السعودي من الشباب والنساء ومن جميع الأعمار مقبلون على القراءة بشغف ونهم». •• دعني أسالك عن مشاركة إسبانيا كضيف رئيس في معرض الرياض الدولي للكتاب، هل ستنعكس مشاركة إسبانيا في المعرض بشكل إيجابي على التواصل الثقافي بين البلدين ؟ • كلنا يرجو ذلك ويأمله، والدليل على إمكانياته سيسافر مسؤول سعودي لمدريد لتأسيس مركز ثقافي هناك، وقد شاركت في مؤتمر في مدريد نظمته المملكة مع بعض الجهات، وكان لديهم اهتمام كبير بتوطيد العلاقات الثقافية بين البلدين كما أن الإسبان سيقدمون لجميع الكتب التي جلبوها هنا كهدية لجامعة الملك سعود، لذا فإنني متفائل جدا بأن هذا التجمع الثقافي الرائع سينعكس على الحضور الثقافي السعودي في إسبانيا. •• هل لك أن تطلعنا بنبذة مختصرة للحركة الثقافة في إسبابنا ؟ • إسبانيا تعد أعلى إنتاجا للكتب إن لم تكن الأولى على الإطلاق، واللغة الإسبانية قد تصبح الأولى في أمريكا على المدى المتوسط كما أظهرت الدراسات، وسيتجاوز المتحدثون بالإسبانية في الولايات المتحدة المتحدثين بالإنجليزية، وهذا يعود لعدة اعتبارات أهمها الوفرة في إنتاج الكتب، وهذا يعود طبعا للحراك الثقافي القوي والكبير الذي تعيشه إسبانيا، كما أن الطباعة عندنا تعتبر من أفخر وأجود أنواع الطباعة حتى إن بعض دور النشر العربية والعالمية تطبع كتبها في إسبانيا ككتاب (قصر الحمراء) والتي تنشره دار مغربية سعودية مشتركة. •• كمختص باللغة وآدابها.. كيف ترى الحركة الثقافية السعودية والعربية بشكل عام ؟ • أتابع الكاتبة رجاء عالم والشاعرة فوزية أبو خالد وتعرفت عليها في غرناطة، وكذلك الكاتب الكبير عبدالرحمن المنيف والذي ترجمت بعض كتبه للإسبانية، فأنا أهتم بالثقافة السعودية وأتابعها وأرى بأنها في تطور كبير ومثير، وما هذا المعرض الرائع إلا دليل على هذا التطور، كما أنني سأنشر كتابا بتمويل سعودي وسينشره مركز الدراسات الأندلسية وحوار الحضارات وهو مركز سعودي مغربي عنوانه «قصر الحمراء»، وهو كتاب ضخم وفخم ونادر باللغة العربية وفيه مفاجآت جميلة يشاركني فيها أمير سعودي وأستاذ العمارة والتخطيط في إحدى الجامعات السعودية ومجموعة من الباحثين الإسبان والعرب تحت إشراف عبدالواحد أكمير، أما الثقافة العربية فهي بلا شك حراك ثقافي كبير جدا وعالمي، ويذكرني حاليا اسم الدكتور سعد الدين كليب وهو باحث ومختص في علم الجمال علاوة على أنه أديب وناقد ومفكر كبير، فقد رجعت إليه في أحد كتبي في علم الجمال وهو كتاب «البنية الجمالية في الفكر العربي الاسلامي»، وهو كتاب قيم جدا في علم الجمال. •• ما هي أهم إنتاجاتك من الكتب حول العرب ؟ • أهم ما أنتجت كتابان، الأول من جزءين وهو «علم الجمال عند العرب» وبلغت عدد صفحاته الف صفحة في الجزء الواحد، والآخر «النزعة الإنسانية عند العرب». •• هل أثرت دراسة اللغة العربية عليك ؟ • أهم شيء قمت به في حياتي كلها دراسة اللغة العربية وتخصصي بها، فقد فتحت لي جميع الأبواب بشكل إيجابي، اللغوية والفكرية والفلسفية والاقتصادية والاجتماعية، فزوجتي عربية من سوريا وأسماء ابنتي نور وجمان، فأنا معرب.