×
محافظة مكة المكرمة

جدة: إحباط تعديات على نصف مليون متر مربع تابعة لـ 3 بلديات

صورة الخبر

قرأت بما يشبه الخوف هذا التقرير الذي جاء فيه: إن أكثر من (12) ألف رجل مغربي يتعرضون سنويا للعنف الأسري، وقد التبس علي الأمر في البداية عن ماهية ذلك العنف، ولكنني عندما تحققت منه، وجدت أنه عنف (الزوجات)، ساعتها أسقط في يدي، وفكرت أن أغض الطرف عنه وأتجاوزه وأقلب الصفحة، غير أن المثل القائل: إن (البس ما يدور إلا خناقه) تغلبت على خوفي، وأكملت القراءة بحذر كنوع من أخذ (العبرة) أو على الأقل كنوع من (الحيطة)، والاستفادة من تجارب الآخرين. ووجدت أن ذلك العنف الجسدي يشكل ما بين (20 و25) في المائة من الحالات، وهو يبدأ من الضرب والجرح وقد يصل إلى حد الإيذاء باستعمال أدوات حادة كالسكاكين والسواطير وأدوات القلي وأدوات أخرى مخصصة للاستعمال المنزلي. ومع الأسف أن الكثير من الأزواج الذين يتعرضون لذلك العنف من طرف زوجاتهم يفضلون التكتم على ذلك، مشيرا إلى أن طبيعة المجتمع المغربي تمنعهم من ذلك، حيث يخافون من أن يوصفوا بانعدام الرجولة. وحكى أحدهم ورمز التقرير لاسمه بـ (م.ت)، وهو نجار، وذكر كيف أن زوجته تعرضه بشكل يومي للإهانة، ما جعله أضحوكة، بحسب تعبيره، وسط أبنائه وجيرانه، وكيف أنها انقلبت عليه ما إن كتب لها نصف المنزل المكون من ثلاثة طوابق، فطردته من المنزل ليستقر بورشة العمل التي افتتحها بالدور السفلي انتهى. مع الأسف أن بعض الزوجات (الشرسات الحربايات) يلجأن إلى ما يسمى بالعنف (الرمزي) وهو لا يقل خطورة عن العنف الجسدي، حيث يلجأن إلى الامتناع عن الانصياع إلى فراش الزوجية، وتبدأ الواحدة فيهن باستفزازه بالقيام بتصرفات تهين فيها كرامته. هذا يحصل في المغرب الشقيق، وكذلك حتما في بقية البلاد العربية. لا أقول: (اسألوا مجرب ولا تسألوا طبيب)، فأنا من ستر الله (امشي على العجين وما ألخبطه)، ليس خوفا ولا شجاعة كذلك مني، ولكنها مجرد طريقة (بهلوانية زئبقية) تخصني أنا وحدي دون سائر المخاليق الأسوياء. أرجع وأتساءل: هل يا ترى جرت إحصائية دقيقة في مجتمعنا عن الرجال (الصامدين)، لكي على الأقل نفاخر بهم بين الأمم؟! لدي قناعة أكيدة أن بعض الرجال ممن يقرأون كلماتي هذه الآن يقرأونها وهم يتحسسون على أطرافهم أو أعضائهم. وبعيدا عن كل هذا، عموما أنا يعجبني الرجل (الصامد) المحتسب الذي كلما أكل على رأسه، يردد دائما: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، وينزل من عيني (البكاء) مثل ذلك الرجل العاطفي الناعم الأملس الذي أخذ (يفضفض) لي والدمع يجري على خده ويشكو من قساوة زوجته عليه، وعندما قلت له: لا تصير (خرع) تماسك، وإذا كان هذا هو الحال، طلقها يا أخي (سرحها بإحسان) وارتاح، وما إن سمع نصيحتي حتى ارتفع جعيره وبكاؤه وهو يقول لي: ما أقدر، أنا أحبها ونطقها هكذا: (أحُبُّها، أحُبُّها) ، بالضمة على الحاء والشدة على الباء، فلم أملك إلا أن أرد عليه: (حبك برص وستة شياطين خرس)، انت وهيا. نقلا عن عكاظ