طالبت ثلاثمؤسسات صحفية القضاء الأمريكي بإصدار قرار يجبر الحكومة الأمريكية على الكشف عن قيمة ما دفعته مقابل اختراق جهاز آيفون استخدمه منفذ هجوم سان برناردينو عام 2015. وتسعى وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء و"فايس ميديا" و "غانيت" الشركة الأم لصحيفة "يو إس إيه توداي" إلى معرفة ملابسات اتخاذ الحكومة لتلك الخطوة. وقالت تلك المنظمات في عريضة الدعوى إنه لا يوجد "أي مبرر" لمواصلة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) إخفاء معلومات بشأن تكلفة اختراق آيفون منفذ الهجوم. وأضافت أنهم لا يسعون إلى الحصول على معلومات، تشكل خطرا على الأمن القومي. وكانت المنظمات قد رفعت الدعوى القضائية على مكتب التحقيقات الفيدرالي العام الماضي. ولم يكشف مكتب التحقيقات الفيدرالي عن شركة الأمن أو جماعة المخترقين الذين ساعدوا في فك شفرة الهاتف الذي استخدمه المهاجم سيد رضوان فاروق. واقتضت الخطوة العثور على طريقة تقضي بتخطي كتابة رمز المرور لفك شفرة الهاتف، الذي يلغي كافة البيانات المخزنة عليه تلقائيا في حالة تسجيل 10 محاولات خاطئة لإدخال كلمة المرور في الظروف العادية. تأمين الملايين وكتب محامو المنظمات الإخبارية في عريضة الدعوى أمام المحكمة الجزئية الأمريكية في واشنطن :"في الوقت الذي طورت فيه الجهة البائعة أداة لاختراق هاتف آيفون على نحو لا جدال فيه، أكدتالحكومة أنه لا يوجد ما يستدعي منطقيا معرفة هوية تلك الجهة، وربط ذلك بأي حال من الأحوال بالأداة، ولا فيما يفيد الكشف عن المعلومة في تطبيق الأداة". وأضافوا :"كشف هذه المعلومات هو من صميم هدف قانون حرية المعلومات، الذي يسمح للمواطنين بتقييم نشاط الحكومة، وهنا يمكن أن يمس قرار دفع أموال عامة لجهات خارجية، للحصول على تلك أداة الأمن الرقمي لملايين الأمريكيين". وكان فاروق وزوجته قتلوا 14 شخصا في مدينة في ولاية كاليفورنيا في ديسمبر/كانون الأول عام 2015. وكانت محكمة أمريكية قد أصدرت حكما في فبراير/شباط الماضي يطالب شركة آبل بتقديم المساعدة في اختراق هاتف منفذ الهجوم، ورفضت آبل قائلة إنها لا تستطيع عمل ذلك. وأعربت الشركة عن أملها في أن تتبادل الحكومة معها أي معلومات تحصل عليها، تتعلق بثغرات قد تظهر في جهاز آيفون. وتشير تكهنات إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي دفع نحو 1.3 مليون دولار لاختراق الهاتف، وهو رقم حسابي استند إلى تصريحات أدلى بها جيمس كومي، مدير إف بي آي. وقال كومي إن الوكالة الأمنية دفعت الكثير لاختراق الجهاز أكثر "مما حصل عليه طوال سبع سنوات" من راتب وظيفته. وأضاف أن الأمر يستحق، على الرغم من عدم الكشف عما عثر عليه داخل الجهاز.