رثى أحد كبار الأصوليين، أكبر رأس إرهابي في العالم وهو عمر عبدالرحمن، الذي قضى ربع قرن في السجون الأميركية لضلوعه في عمليات إرهابية والتحريض عليها.. عبدالرحمن متورّط في الإرهاب والتحريض على الحكام والحكومات.. فقد حرّض على حكم عبدالناصر في الستينات من القرن الماضي فسجنه النظام، ليخرجه السادات بعد أن تولى الحكم.. وبدل أن يسير في ركاب السادات حرّض على قتله، ليغتاله من آمن بأفكاره حتى النخاع في حادثة المنصة المشهورة.. اعتنق عمر عبدالرحمن أدبيات «الإخوان»، والتهم كتب حسن البنا وسيد قطب التهاماً، ومنها بنى أفكار القتل والتدمير واستباحة دماء الأبرياء، ليهرب بعدها إلى باكستان وأفغانستان ويلتقي أساطين الإرهاب، مثل بن لادن والظواهري ومن لف لفهما، فيبنوا هناك «طالبان» و«القاعدة».. ويذهب إلى أميركا التي ترحب به وتعطيه الإقامة الدائمة Green Card، وبدل أن يشكرها يعض اليد التي أحسنت إليه كعادة الأصوليين المتشددين أمثاله ويتآمر مع بعض الحمقى لتفجير مركز التجارة الدولي في نيويورك وأساساته، فيقتل العشرات ويجرح الآلاف، وقيل إنه كان ينوي تفجير مبنى الأمم المتحدة.. فيقبض عليه ويودع السجن، ولكنه يواصل بث أفكاره التي تغذي المتطرفين (القاعدة) الذين يتبنون كل أفكاره، ويقترفون جرائم الحادي عشر من سبتمبر التي غيّرت وجه التاريخ في أميركا والمنطقة والإسلام.. وهي تستند قولاً وفعلاً للأفكار الهدامة لهذا الشخص ومن لف لفه من المتزمتين القدماء والمحدثين.. ليموت الأسبوع الماضي في سجنه الأميركي، وسينقل جثمانه إلى مصر ليدفن في مسقط رأسه.. ونحمد الله أن مصر يحكمها عبدالفتاح السيسي، لأن «الإخوان» لو كانوا يحكمونها لرأينا الإخوان والسلف يذهبون زرافاتٍ وركبانا إلى مصر لوداع مُنظّرهم الذي أراح العالم من شروره بملاقاة وجه ربه.. متمنين ألا يجرح أمثال هؤلاء مشاعرنا ومشاعر العالم المتحضر برثاء أحد أساطين العنف والقتل والتدمير، وإذا أرادوا الترحّم عليه فليتم ذلك بينهم وبين أنفسهم! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغلي Ali-albaghli@hotmail.com