فيما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المستشار الجديد للأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر بأنه «رجل يتمتع بميزات وخبرات رائعة»، أظهرت السيرة الذاتية لماكماستر البالغ من العمر 54 عاماً ان نجمه لمع بعد قيادته كتيبة مدرعات خلال حرب تحرير الكويت في 26 فبراير 1991، استطاعت تدمير 80 دبابة عراقية تابعة للحرس الجمهوري العراقي آنذاك دون أي خسارة للقوات الأميركية في هذا الاشتباك الذي تصفه تقارير إعلامية أميركية بأنه الأفضل في التاريخ. وماكماستر خريج جامعة «ويست بوينت» العسكرية العريقة، حائز على شهادة الدكتوراه في التاريخ، ومؤلف أحد أهم الكتب النقدية لحرب فيتنام «إهمال الواجب: رئيس هيئة الأركان مكنمارا جونسون والأكاذيب التي أدت لحرب فيتنام»، وخدم خلال عمله العسكري الذي استمر قرابة 32 سنة في العديد من الدول من بينها أفغانستان والعراق فضلاً عن مشاركته في حرب تحرير الكويت، بالإضافة إلى عمله بأجهزة حكومية لمكافحة الفساد من بينها رئاسة لجنة الشفافية حول الأحداث في أفغانستان. ولمع اسم ماكماستر مرة أخرى، بعد أن قاد عملية استعادة مدينة تلعفر العراقية شمال البلاد من سيطرة تنظيم «القاعدة» سنة 2005، إبان ولاية الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش. وصنفت مجلة «تايم» ماكماستر كواحد من بين أهم 100 شخصية مؤثرة في العالم، واصفة إياه بأنه مهندس معماري لمستقبل الجيش الأميركي، كما وصفه القائد العسكري السابق ديفيد بارنو، بأنه «قد يكون أفضل مَنْ يتمتعون بفكر المحارب في القرن 21». ماكماستر، الذي ترأس مركز قدرات وتكامل الجيش، كان اختياره محل إشادة من غير شخصية نافذة من بينهم رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور جون ماكين المعروف بانتقاده لترامب، لكنه هذه المرة أشاد باختيار ماكماستر واصفا إياه بالمميز، مردفاً بالقول «أحيي الرئيس ترامب على هذا القرار». أما السفير الأميركي السابق لدى روسيا مايكل ماكفال، فقد علق قائلاً «ماكماستر لن يخشى مواجهة الرئيس أو طرح تساؤلات». ويأتي تعيين ترامب لماكماستر مستشاراً للأمن القومي بعد قرابة أسبوع من استقالة مستشاره السابق الفريق المتقاعد مايكل فلين، على خلفية اتهامه بـ «تضليل» الإدارة الأميركية في شأن إجرائه اتصالات مع روسيا قبل تسلّمه منصبه.