×
محافظة المنطقة الشرقية

نقل مباراة التتويج يحرج اتحاد القدم والرابطة

صورة الخبر

النسخة: الورقية - سعودي اختارت القيادة السعودية أن تحسم وتؤسس لمرحلة جديدة قبيل زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بساعات. لم تكن مصادفة عابرة، وبالتأكيد ليست رسالة للأميركان فحسب، بل كانت رسالة أعمق في تأثيراتها، وأوسع في نتائجها. لعل من أهم سمات تلك الرسالة أن القرار السعودي في اختيار قادته - ماضياً وحاضراً ومستقبلاً -، يؤكد أنه لم ولن يكون مرتبطاً بالأميركان، ولا بغيرهم من القوى الدولية، بل هو قرار تتحالف فيه السعودية مع المصالح السعودية فقط، ولا شيء غيرها. وأن القيادة اختارت ولياً لولي العهد قادماً من خلفية عسكرية، فهو ابن سلاح الطيران الملكي، ومن مؤسسة المخابرات المنضبطة والكتومة، في إشارة إلى أن القيادات الشابة في الأسرة الملكية التي مارست أعمالاً عسكرية أو أمنية في أي موقع كانت، هي من تستطيع مواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، والمرشحة أن تمتد بحسب كل المؤشرات إلى ما يزيد على عشرة أعوام مقبلة. فحجم المؤامرات والخيانات الداخلية والخارجية حتمت على السعودية (وهي الدولة المركزية الوحيدة في العالم العربي التي لا تزال متماسكة وقوية) أن تواجه مخاطر مستقبلها بكثير من الحزم، وهو ما يلاحظ في كل الخطوات الماضية التي تخلت فيها المملكة عن السياسة الناعمة من أجل سياسة أوسع صرامة. لقد كان إعلاناً واضحاً بولادة الدولة السعودية المتجددة في شكلها وإطارها الجديد، منطلقة من بين يدي الملك الشجاع عبدالله بن عبدالعزيز.  فبعد أكثر من 100 عام على دخول الرياض على يدي الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله، كان مناسباً للرياض أن تعيد تأسيس نفسها في العقود المقبلة، ويبدو أنها اختارت أن يكون 2014 عام التأسيس بامتياز. إذاً، السعودية قررت أن تؤسس لمرحلة جديدة بطريقتها الخاصة، وبنكهتها المميزة. كان المشهد السعودي الذي استمر أكثر من عقد، يشير إلى ذلك، لكن الوقت لم يكن من الممكن أن يتنبأ به أحد. ولطالما تردد في الأعوام الـ 15 الماضية أن الملك عبدالله هو الزعيم الوحيد القادر على اتخاذ القرارات الصعبة، والشجاعة في أحلك الظروف وأصعبها، لأسباب عدة، من أبرزها مميزاته الشخصية التي يتفق عليها الجميع، أضف إليها أنه لا يؤجِّل ولا يرحِّل الأزمات ولا القرارات المستحقة، بل يتعامل معها بما يناسب حجمها، من دون تأخير، وهي تلك القرارات التي تعبُر بشعبه عبر المخاطر، من دون أن يتكبدوا أثمانها. لقد خاضت المملكة ومن ورائها الملك عبدالله أربع أزمات كبرى منذ إطلالة الألفية الجديدة، وقد استطاعت المرور منها كما يمر الخيط من «المغزل»، دقيقاً، لكنه كان سليماً وماضياً. وتلك الأزمات على التوالي هي: أزمة أحداث الـ11 من سبتمبر في 2001. ثم سلسلة العمليات القتالية والتفجيرية التي قامت بها خلايا تنظيم القاعدة واجتاحت مدن المملكة في الفترة من 2004 إلى 2006. تبعتها أزمة الحرب مع الحوثيين. وأخيراً هذا الصدع الهائل في كيان العالم العربي نتيجة ما يسمى «الربيع العربي»، ونتائجه الكارثية على شعوب المنطقة ودوله. اليوم لا تزال السعودية هي الأثبت في الإقليم، ولذلك فهي لا تنأى بنفسها عن محيطها العربي، بل ترى أنها ملزمة باحتواء طوفان المؤامرات، وحماية الهوية العربية، من خلال تمتين جبهتها الداخلية أولاً، وتجاوز الاستحقاقات بسرعة قبل أن يلحق بالدولة أي أذى – لا قدّر الله -، فينفرط العقد العربي كاملاً.