×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة طيبة تحصد جائزة التعليم العالي لدعم القيادات النسائية

صورة الخبر

كسبت الروائية اللبنانية نجوى بركات الرهان الذي عوّلت عليه عندما بدأت مشروعها «محترف كيف تكتب رواية» في العام 2009 في بيروت. واستطاعت أن تثبت بعد انتهاء الدورة الثانية من المحترف التي استضافتها وزارة الثقافة البحرينية ودعمتها منذ أيار (مايو) 2013 حتى آذار (مارس) 2014، أن هناك حقاً تقنيات للرواية تُعلّم وتدرّس وتُناقش منذ البذرة الأولى للفكرة. لكن السرّ يكمن في طريقة التعليم والتعاطي مع المشاركين وفي احترام آرائهم وأفكارهم وأسلوبهم الأدبي وخصوصياتهم الكتابية، وثقل موهبة كل منهم على حدة، لتكون النتيجة سبع روايات ناضجة ولا يشبه بعضها بعضاً لا في الشكل ولا في المضمون. بعض الكتاب والنقاد لا يستوعبون طريقة عمل المحترف وكيف تبدأ الورشات الكتابية من بذور أفكار صغيرة تتطوّر خلال العمل لينتج منها روايات محترفة ناضجة جاهزة للنشر في أقل من سنة، وتستحق القراءة بشهادة لجنة التحكيم المؤلفة من الشاعر اللبناني عباس بيضون والشاعر البحريني قاسم حداد ومديرة دار الآداب اللبنانية رنا إدريس الذين أشادوا بالأعمال السبعة واعتبروها تضاهي الأعمال الروائية المنشورة لكتّاب مكرسين. ومن الذين قرأوا الروايات وفوجئوا أولاً بالطريقة الاحترافية للعمل، وثانياً بكمّ الأعمال المنجزة، وثالثاً بنضجها وقوة سردها وبنائها، الناقدة المغربية زهور كرام، الروائي المصري ابراهيم عبدالمجيد، والشاعر والكاتب السوري حسين درويش، والشاعر العُماني سيف الرحبي، والشاعر السوري نوري الجراح. فهؤلاء حضروا حفلة اختتام الدورة الثانية من المحترف وتتويج المصرية أسماء الشيخ بجائزة المحترف لعام 2014 عن رواية «مقهى سيلين»، واستطاعوا قراءة الروايات أو على الأقل تصفّحها، وتحدثوا مع المشاركين السبعة الذين اعتزّوا بمشاركتهم في المحترف واعترفوا بـ «تبدّل نظرتهم الى الأمور الأدبية والحياتية» بعد انتهاء المحترف. تؤكد مديرة دار الآداب التي تبنّت نشر الروايات السبع، أن «هذه التجارب تستحقّ فعلاً أن تتبنّاها الدار وأن تسعى إلى توزيعها في العالم العربيّ، علّنا ننجح في إيصال الأصوات الشابّة في زمن ما أحوجنا فيه إلى كلّ إبداع مختلف يواكب الزلازل التي تضرب وطننا العربي». وقدّمت إدريس بإيجاز شديد خلاصة التقارير التي صاغتها وزميلاها في لجنة التحكيم عبّاس بيضون وقاسم حدّاد وهم اعتبروا أن المسابقة « شكليّة إذ إن الروايات السبع كلها تستحقّ القراءة والنشر».   «بردقانة» من فلسطين استطاع الفلسطيني إياد البرغوثي (34 سنة) في «بردقانة» أن يستعيد بموهبة لافتة، تاريخ فلسطين أثناء الاحتلال الإسرائيلي، على خلفيّة لعبة الكرة. ولغة الراوي وتصويره الشخصيّات الأساسيّة في الرواية يدلان على مقدرة أكيدة في التجريب والبحث والخيال، إلى الطرافة في الابتكار الرمزي لموضوع الرياضة وفي وصف الانتهازيين الذين يزجّون في العمل الثوري. وعن تجربته في المحترف والكتابة في وقت محدّد يقول البرغوثي الذي يعمل مديرًا لجمعيّة الثّقافة العربيّة في مدينة الناصرة، وله مجموعة قصصية بعنوان «بين البيوت» وأعمال مسرحيّة: «الالتزام بإطار زمنيّ ومواعيد تسليم للفصول هو جزء من مسار التدريب الاحترافي، لا شك في أنّ هذا الالتزام يضغط وقد يصعّب المهمة في ظلّ عدم التفرّغ للكتابة. لكن هذا شرط لاكتمال المشروع، ولولا هذا الإطار ما كنت شخصيًا قد نجحت بإنهاء الرواية».   «جارية» من البحرين تعالج رواية «جارية» للبحرينية منيرة سوار التي صدرت لها سابقاً روايتان هما «نساء المتعة» و»حسين المسنجر»، قضيّة العنصريّة في إطار صالون تجميل نسائي، وبقدر كبير من السلاسة والتشويق. هنا صاحبة الدار السمراء البشرة، تبحث عن والدها وتكتشف أنّها ثمرة حادث اعتداء على يد أحد أبناء الأثرياء. وتقول سوار إن «تجربة الكتابة من خلال ورشة المحترف كانت مختلفة كلياً بالنسبة لي عن نمط الكتابة الذي اختبرته في تجربتيّ السابقتين، حيث مارست الكتابة ذاتياً وبشكل فطري وحميمي للغاية. اما في المحترف، فوجدت قلمي مراقباً من عين ثانية قارئة لنصي الروائي، تتبع خطاي، توجهني وتصحّح لي أوّلاً بأول». وتعتبر أن الخوض في هذه التجربة «جعلني أتبيّن نقاط ضعفي وقوتي في مجال الكتابة الروائية، الأمر الذي احتاجه حتماً ككاتبه تطمح في تقديم رواية متمكنة وذات جودة».   «فندق بارون» من سورية في «فندق بارون» للسوري الكردي عبدو خليل (41 سنة)، تبحث هيلين عن أبيها في شوارع حلب في ظروف الأحداث الدامية. تبدو الشخصيّات مبنيّة بشيء من التشويق، مثل أبو الريح الذي يظهر لهيلين أنّه منقذها، بينما يتّضح أنّ له علاقة غامضة مع الخاطفين؛ ومنار السوريّة التي تشبه هيلين في العشق المثليّ. ويقول خليل: «خطّطت لرواية «فندق بارون» منذ اربع سنوات، ولكن بعد مشاركتي في المحترف اختلفت المسائل التقنية كلياً في التعاطي مع العمل الذي أكتبه ومع الجملة الأدبية، إضافة الى تحوّل الزاوية التي تناولت بها الرواية رأساً على عقب». ويضيف: «المحترف كان عملية إعادة تكوين جديدة بالنسبة لي ولجملتي. الآن بتّ ناقداً تجاه ما أكتبه، وصار عندي مسافة أمان كافية في النظر الى ما أكتبه أكثر من السابق».   «التي تعدّ السلالم» من عمان تطرح العُمانية هدى حمد (33 سنة) في رواية «التي تعدّ السلالم»، مسألة التمييز العنصري الطبقي. إنّها رواية تجمع بين ثلاث سير بقدرة واضحة على رسم الشخصيّات وتمرّس بالتقنيّات الروائيّة، وحُسن توظيف التاريخ في استعادتها العلاقة بين عُمان وزنجبار. وأسلوب الرواية العفوي يعرّي المرء أمام نفسه ويفضح فاشيّة الإنسان العربي إزاء فكرة خدم المنازل. هدى حمد التي صدرت لها ثلاث مجموعات قصصية ورواية واحدة ، تقول: «قبل عام من الآن لم أكن أعرف أكثر من رغبتي في المغامرة والسفر لخوض غمار التجربة. لكنني في محك التجربة وجدتني أتغير وأناقش. أسرّبُ أفكاري وتتسرب إليّ أفكار جديدة. فهنالك نقاش دائم وأسئلة وعين أخرى تدلّني طوال الوقت على المناطق المعتمة التي لا أراها جيداً، عين تُصادق نصي وتُعاديه في آن». وتضيف: «لم تكن نجوى بركات تتدخل في الحكاية وإنما في الكتابة التي من وجهة نظرها تمتلك إمكانات عالية، لذا فهي بحاجة دائمة إلى تشذيب ووعي مستيقظ. فكان أول معتقداتي التي سقطت قداسة النص. وتعرفتُ على امتياز مهم وهو الأسلوب الذي تكتب به الرواية». ولا تنسى هدى جملة سيدة مصرية مسنّة حضرت حفلة اختتام المحترف في المنامة: «والله المحترف عمل اللي ما قدرت تعمله الدول العربية»، غامزة الى أنه جمع مشاركين من مختلف الدول العربية.   «مداد الروح» من البحرين الموضوع العائلي يشغل رواية الكاتب والفنان البحريني أيمن جعفر «مداد الروح» بخلفيّتها التي تمتُّ إلى الولع بالكاليغرافيا او الخطوطية العربيّة وبحبكتها القائمة على غيرة الأخوة، الوالدة والخالة. والمأزق بين الزواج من الطالبة المحبوبة وابنة الخالة. في رصيد جعفر (29 سنة) مجموعتان قصصيتان وعن تجربته في المحترف يقول: «تتمثلُ قيمة التجربة أولاً في كتابة رواية، ومن ثم وفق كتابة إبداعية تحت إشراف وتوجيهات روائية مبدعة ثانيًا. ثمة عقلٌ آخر فكّرَ معي دائمًا في نصّي وسيرورته». ويضيف: «الكتابة في وقت محدّد ومكثف تجربة أخرى، إنها تعني العصف الذهني والجسدي لأجل الإيفاء بالمواعيد، ولأجل إنضاج النص بصورة أسرع ووفق التزام صارم».   «الزيارة» من البحرين تروي «الزيارة» للبحرينية رنوة العمصي (29 سنة)، بعين طفلة وصوتها، أحداثاً تُخل بالعلاقات العائلية وتنفذ إلى السياسة وأسئلة العودة. ونجحت في أن تنجز ذلك بسلاسة وأن توازن بين العين الطفولية والأحداث التي تتجاوزها، من دون أن يختل السرد أو يضطرب. ونجحت في أن تبرز قضية منح الأجيال المقبلة الحق في طرح رؤيتها في حقل القضايا الكبرى. ترى رنوة أن «المحترف مختبر وتجربة كاملة تتجاوز التعرف على بعض الأسس والتقنيات إلى اختبار أفكار وخيارات في الكتابة، معايشة لتجارب كتّاب المحترف الآخرين في الوقت الذي تعيش فيه تجربتك الخاصة». وتعتقد أن «الكتابة ضمن جدول زمني محدد ليست من الأمور الممتعة وليست الخيار الأمثل، لكنها بطبيعة الحال تركت فيّ أثراً شخصياً تمثل في أن الكتابة إما أن تكون أولوية أو لا تكون». آداب وفنون