لا شك في أن ملامح تشكيل المجلس الحالي بدأت تتضح من حيث التجانس والكتل، وبدأت مع انتخابات تشكيل مكتب المجلس ورئاسته، وما حدث بعد ذلك في انتخابات نائب الرئيس والمعلقة حتى الآن وفي اللجان.. وبدا مهما أن على الحكومة الحالية أن تقرأ المشهد مبكرا.. فمع انتخابات الرئاسة كان واضحا أن قيمة أصوات الحكومة كانت غير مرجحة، وفي انتخابات نائب الرئيس حاولت التزام الحياد، لكنها دفعت ثمنه لاحقا، ولم تكن القراءة واضحة في اللجان، وعندما عزم المستجوبون الثلاثة على استجواب وزير الإعلام كان العمل هادئا، ومر من دون صخب كبير، وبدا أن الأجواء مريحة للسيد الوزير حتى انتهت المداولات لتتفاجأ الحكومة بتزايد عدد طارحي الثقة وبشكل سريع وتوالت إعلانات طرح الثقة من خلال وسائل التواصل في تكتيك ذكي ومعلن حتى لا يتم التراجع عن هذا الطرح ولتخفيف الضغوطات عن النواب. ومن خلال استعراض الأحداث، نجد أن مادة الاستجواب في قضية حساسة كالرياضة أصبحت ملفا لتدويل الصراع الرياضي دوليا وسط إحباط لدى الشارع الرياضي والشباب تأتي في فترة لقياس ترمومتر مجلس جديد يريد أعضاؤه إثبات حيويته وممارساته للأدوات السياسية. وهنالك ملاحظات حقيقية على الوزارة، خاصة فيما يتعلق بالمستشارين وطريقة اختيارهم، ولم تكن إدارة الاستجواب مستعدة للمواجهة وتم إيصال رسائل سياسية للتشكيل الحكومي بعدم وجود حصانة لأي وزير حتى ولو كان من أبناء الأسرة، وهي ممارسة تمت من قبل مع الوزراء في مجالس سابقة، وكذلك مثل هذا الاستجواب ما كان لينجح لو أن الحكومة تحركت جادة لحل الصراع الرياضي، ولم تكتف بدفاع الوزير وفريقه، ولا شك في أن السجال الذي دار بعد الجلسة والسباب والشتائم، وهي مرفوضة جملة وتفصيلا، توضح إلى أي مدى وصل عمق الصراع والتجاوز في الأدوات بين الأطراف جميعها، وكذلك بعد الجلسة الخاصة بالايداعات، التي انتهت الى توصيات. لقد بدا واضحاً أن هنالك كتلة ما في المجلس تشكلت وسيتم التصعيد قريبا، وهناك مطبات قادمة، وكذلك لا بد من تشكيل كتلة أخرى لحماية الوزراء مستقبلا. لقد أشار أحد المستجوبين إلى أن الاستجواب سيطال رئاسة الوزراء عما قريب، وهنا تذكرت الحملة الانتخابية السابقة، التي ستعيد قضاياها تشكيل المشهد القادم في ظل مواجهة التحديات والبحث عن مرتكزات الاستقرار في ظل الظروف الإقليمية الدقيقة. *** غيّب الموت الصديق خالد عبدالعزيز السعد، الكاتب الصحافي بزاوية في القبس سابقا وفي جريدة السياسة، ذي الحس الوطني والعروبي، أحد المثقفين الذين تشرفت بمعرفته والتحاور معه، يرحل بهدوء تاركا تاريخا ورصيدا من الكتابات في درب جميعنا سالكيه، رحم الله الفقيد وألهم أسرته الكريمة الصبر والسلوان. د. محمد عبدالله العبدالجادر