لقي «داعشي» سوداني وزوجته مصرعهما في غارة على مدينة سرت الليبية، وهي العملية الثانية خلال الفترة الماضية التي يقتل فيها زوجان سودانيان منتميان لتنظيم داعش في سرت الليبية، والقتيل هو النجل الثاني لرئيس جماعة أنصار السنة السابق بالسودان. ونقلت مصادر متطابقة أن محمد أبو زيد محمد حمزة وزوجته قتلا في غارة على مواقع تنظيم داعش بمدينة سرت الليبية، وأنهما تركا 3 أطفال تجري ترتيبات لإعادتهم للسودان، وتوقعت أن تكون الوفاة قد حدثت في غضون أسبوع. وقال خبير الجماعات الإسلامية الهادي محمد الأمين لـ«الشرق الأوسط» إن القتيل محمد لحق بشقيقه عبد الإله الملقب بـ«أبي فراس السوداني»، الذي قتل هو الآخر في سرت الليبية، وإن شقيقهما الثالث عبد الرؤوف محكوم عليه بالإعدام في السودان بعد أن أدانته المحكمة باغتيال الدبلوماسي الأميركي جون غرانفيل وسائقه السوداني عباس ليلة رأس السنة 2008 بالخرطوم. وأوضح الأمين أن نجلي الزعيم السلفي حمزة غادرا السودان عام 2013 ضمن مجموعة كبيرة من الشباب المتشددين إلى دولة مالي، وكان بينهم زعيم تنظيم القاعدة في السودان المعروف بـ«أبو حاتم السوداني»، الذي قتل في مالي بغارة شنتها القوات الفرنسية، ومدير معهد السديرة محمد هاشم عبد الحميد الذي فجّر نفسه في قوات مالية ونيجيرية قرب أحد مناجم الذهب في مالي. وكشف الأمين أن القتيل تقلب بين الحركات المتشددة، فقد عمل مع المجموعة المسماة «الموقعون بالدماء»، والمجموعة المسماة «الملثمون»، و«حركة أنصار الدين» التي حاصرتها القوات الفرنسية، ومن هناك غادرت المجموعة إلى ليبيا عام 2014، وفي عام 2015 قتل شقيقه الأصغر عبد الإله في اشتباكات حول مدينة سرت متأثرًا بإصابته بجراح خطيرة في الرأس، قبل إعلان مقتل شقيقه الأصغر محمد أخيرًا. وقال المتخصص في الجماعات الإسلامية د. محمد خليفة صديق لـ«الشرق الأوسط»، إن أسرة القتيل أبلغت عن مقتل ابنها وزوجته، وتتلقى العزاء في منزلها بأم درمان، وإن القتيل كان قد أبلغها قبل وفاته بقليل أنه في سرت الليبية، فيما لا يعرف بالضبط مكان شقيقهم الرابع الموجود في مكان بين ليبيا ومالي. وأعلن جهاز الأمن السوداني الأسبوع الأول من الشهر الحالي استعادة طفلة قتل والداها، وأمها طالبة الطب آية الليثي التي التحقت بـ«داعش» في غفلة من أسرتها في سبتمبر (أيلول) 2015، وهناك تزوجت الأب أحمد قسم السيد المنتمي للتنظيم ذاته، ولقي الزوجان مصرعهما في سرت، وتركا الطفلة التي استعادتها أسرتها بالتعاون مع الأمن السوداني. وذكر وقتها أن هناك عددًا من الطالبات السودانيات اللاتي تسللن إلى «داعش» ألقت السلطات الليبية القبض عليهن، وأن الأمن السوداني يعمل مع أسرهن على إرجاعهن بعد اكتمال التحقيقات، ولا يعرف ما إن كانت التحقيقات قد اكتملت أم لا. وذكرت إحصاءات رسمية سودانية أن زهاء السبعين سودانيًا وسودانية غادروا إلى مناطق تنظيم داعش في ليبيا وسوريا، لكن خبير الجماعات الإسلامية الأمين ذكر في وقت سابق أن العدد يفوق 150، قتل منهم 5 بينهم فتاة في كل من العراق وسوريا.