المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السبت إن علاقات أوروبا مع روسيا لا تزال تشكل تحديا لكن من المهم العمل مع روسيا في الحرب ضد الإسلاميين المتشددين. وقالت ميركل في كلمة ألقتها أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في حضور مايك بنس نائب الرئيس الأميركي "إن الحرب المشتركة ضد الإرهاب الإسلامي تمثل مجالا لنا فيه نفس المصالح ويمكن أن نعمل سويا بشأنه". وشددت على انه يتعين على القوى الغربية في مكافحة التهديد الجهادي السعي إلى مزيد من التعاون مع روسيا من دون تقديم تنازلات في أوكرانيا حيث تدعم موسكو المتمردين الانفصاليين، حسب قولها. وأضافت ميركل "يجب علينا التوصل إلى أرضية مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب. اعتقد أن للروس والغربيين في هذه النقطة بالضبط المصالح ذاتها". وتقف ألمانيا على رأس قائمة الدول الاوروبية المشددة على ضرورة عدم رفع العقوبات على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية. تجدر الإشارة إلى أن العقوبات الغربية على روسيا بدأت على مراحل منذ مارس/آذار 2014، حينها اختارت واشنطن وبروكسل التصعيد مع روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، ولم يعترفا بنتائج الاستفتاء الشعبي الذي أيد خيار عودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا. وفرضت حزمة أولى من عقوبات شملت تجميد أصول وحظر سفر بعض الأشخاص الروس والأوكرانيين إلى الدول المشاركة في العقوبات، بحجة علاقتهم بالأزمة الأوكرانية، بالإضافة إلى تجميد محادثات بين الغرب وروسيا حول ملفات عسكرية وأخرى تتعلق بالاستثمارات، وأعلنت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عن تعليق مباحثات انضمام روسيا للمنظمة. وفي أبريل/نيسان ومايو/أيار 2014 وسعت قائمة العقوبات ضد روسيا نتيجة تدهور الوضع في شرق أوكرانيا، وفرضت واشنطن مجموعة ثانية من العقوبات تحظر المعاملات الاقتصادية في أميركا على سبعة مسؤولين روس و17 شركة روسية، كما حظر الاتحاد الأوروبي منح تأشيرات لـ 15 شخصية روسية أخرى. واتخذ مجلس الاتحاد الأوروبي، في الـ17 من يونيو/حزيران 2016، قرارا بتمديد قيوده المفروضة ضد روسيا، حتى الـ23 من يونيو/حزيران 2017. وأكدت ميركل - التي انتقدت حظر سفر مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة- على أن الإسلام نفسه ليس مصدرا للإرهاب داعية إلى ضرورة إشراك الدول الإسلامية في الحرب ضد الإسلاميين المتشددين. وقالت "اعتقد أن هذه الدول تحديدا يمكنها القول بوضوح أن الإسلام ليس سبب الإرهاب، وإنما هو نسخة منحرفة من الإسلام". وقالت ميركل أمام المؤتمر إن ألمانيا ستفعل "كل شيء ممكن" للوفاء بهدف لحلف شمال الأطلسي يقضي بإنفاق اثنين بالمئة من الناتج الاقتصادي على الدفاع بحلول عام 2024. وتتعرض ألمانيا لضغط متزايد من قبل قادة أميركيين لزيادة إنفاقها الدفاعي.