كل الوطن الرياض متابعات: شدا الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، بأمسية شتائية حضرها عشاق مهندس الكلمة من كلا الجنسين على مسرح جامعة الفيصل، بنخبة من قصائد البدر التي تفاعل معها الجمهور بشيء من الاشتياق والحنين، لا سيما أن هذه الأمسية جاءت بعد فترة من إعلانه اعتزال الأمسيات الشعرية، حيث صفق الجمهور لقصيدة وطنية اسمها لما نعشق هالوطن، قال فيها: وين ينبت هالنخل إلا بين ضلوعنا ولا يشعّل هالنجوم إلا ضي شموعنا ولما يمطرها السحاب الصحاري والهضاب اللي يشرب هالتراب ضحكنا ودموعنا لما يسكت هالزمن إنت أجمل بوحنا لما نعشق هالوطن.. حنا نعشق روحنا كما ألقى في الأمسية التي ذهب ريعها بالكامل لصندوق الطالب في الجامعة مجموعة من أشهر قصائده مثل: المسافر راح، ليلة لو باقي ليلة، على الوسادة، سهم، يذكرني القمر ظلك، صياح الباب، ما بقى لي قلب، المحبة أرض، في أصابعي، هام السحب ولعيونها التي قال فيها: لعيونها .. بس لعيونها قلبي سراب بدونها قلبي سراب.. وعيني سراب ما أقول أعشقها بعقل مجنونها وبعد أن أنهى قراءة قصائده التفت إلى الحضور وكان وفياً سخياً وهو يعلن أمامهم بأنه سيلقي قصيدتين لمن أسس جامعة الفيصل وأسس قبل ذلك الشعر الجميل في المملكة، على حد وصفه، الأمير خالد الفيصل، ثم ألقى يازمان العجايب وجرح العيون التي يقول مطلعها: الله أكبر كيف يجرحن العيون كيف ما يبرى صويب العين أبد أحسب إن الرمش لا سلهم حنون وأثر رمش العين ما ياوي لاحد واستحضر البدر خلال الأمسية سيرة الملك فيصل بن عبدالعزيز وقال: الملك فيصل علامة ضخمة بارزة ومشرقة في تاريخ المملكة والوطن العربي والعالم، ولن أضيف شيئاً لو تحدثت عن عظمة هذا الرجل، مسترجعاً الذاكرة لموقف شخصي جمعه بالملك الراحل حيث قال: كنت من سكان جدة وفي زيارة قصيرة للرياض، وبعد وصولي بيوم جيت للسلام عليه في القصر المجاور للقاعة، وبعد تناول الغداء على مأدبة جلالته خرج يرافقه الأمير فيصل بن سعد بن عبدالرحمن رحمهم الله جميعاً وكنت أمشي خلفه ومتجهاً لبوابة الخروج، والتفت إليّ مبتسماً يسألني أنت لك معازيب وإلا نسكنك؟ بمعنى أنت ساكن عند أحد أو نبحث لك عن سكن؟ وكان ردي لي معازيب الله يطول عمرك وودعته وذهبت، وأتذكر يومها وأنا خارج من القصر يدور في بالي كيف جلالة الملك فيصل شايل همي وسكني وأصلاً كيف عرف الملك فيصل أني ساكن جدة. وتابع البدر: الحمدلله أنني من جيل ولد في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وعاصرت الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله رحمهم الله، والآن أعيش في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله وأحتفظ بذكريات ومواقف إنسانية عظيمة مع كل واحد منهم. وبعد سؤال عن موقف جمعه بالملك سلمان لا يزال يتذكره قال الأمير بدر: أتذكر أنه كان لي أمسية قبل حوالي 27 عاماً وكانت قصيدة (فوق هام السحب) توها طالعة وفي أمسيتين قلتها وجاءت أمسية ما قلتها فيها، وجيت أسلم عليه أطال الله في عمره وسألني ليش ما قلت قصيدة (فوق هام السحب)؟ قلت له سبق إني قلتها، فرد علي وقال كل أمسية لازم تقول فيها (فوق هام السحب) وكررها أكثر من مرة. وفي سياق إجابته على سؤال هل الشهرة مصدر بهجة أو إزعاج، علق البدر بأن الشهرة إذا كانت جيدة فهي نعمة عظيمة، معتبراً أن لقاء الناس به وإعجابهم بشعره يعتبر مصدر شرف واعتزاز له، وأضاف: الشهرة أيضاً قد تكون مصدر إزعاج إذا جاء شخص وتصور معك ثم راح يلف وعاد يتصور معك مرة ثانية، ثم يرجع يتصور معك ويعلمك إنه مصورك..، وسط تصفيق من الحضور. وكشف مهندس الكلمة أن غيابه عن مواقع التواصل الاجتماعي يأتي بسبب افتقاده للخبرة الكافية، ويشعر بالحياء حين يبوح بذلك، وأنه حتى جواله الخاص لا يحمله إلا إذا كان مسافراً.