العاهل المغربي يواصل تثبيت بلاده في مدارها الأفريقي يستمر العاهل المغربي الملك محمد السادس، في استراتيجية تثبيت وجود المغرب بأفريقيا عبر عدة مستويات اقتصادية وسياسية وأمنية، وهو الأمر الذي سيعمل عليه خلال جولته الأفريقية الجديدة التي استهلها بزيارة لغانا. العرب [نُشرفي2017/02/18، العدد: 10547، ص(4)] استقبال حافل أكرا - بدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس، الخميس، جولة أفريقية جديدة، بزيارة غانا بعد أسبوعين من عودة المملكة إلى الاتحاد الأفريقي، وهي الخطوة التي اعتبرها مراقبون مواصلة لاستراتيجية تثبيت المغرب في محيطه الأفريقي. وقالت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية، إن هذه الزيارة “تندرج في سياق تعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع بلادنا بدول القارة”. وأوضح البيان أن العاهل المغربي سيزور بعد غانا عددا من الدول الأفريقية من دون أن يحددها، فيما أشارت الصحافة المغربية إلى زامبيا ومالي وكينيا وساحل العاج وغينيا. ويرافق العاهل المغربي وفد رسمي يضم صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ومحمد بوسعيد وزير الاقتصاد، ونبيل بن عبدالله وزير السكنى وسياسة المدينة، وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، وحفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة بالنيابة، والحسين الوردي وزير الصحة، وناصر بوريطة الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية. ويبدو واضحا من خلال الوفد الذي يرافق العاهل المغربي، أن المغرب يسعى لتثبيت وجوده في أفريقيا من خلال مقاربة رابح-رابح، أي من خلال التركيز على الاستثمارات ودعم العلاقات الاقتصادية. وبالعودة إلى خطابات الملك محمد السادس، بخصوص القارة الأفريقية، فإنه يبدو واضحا أن الرؤية المغربية لأفريقيا تقوم على ثلاثية تعزيز السلم والأمن والنمو المشترك والاستفادة من التضامن في أفق ترسيخ الاستقرار في القارة. ودعا المغرب بموازاة عودته إلى المنتظم الأفريقي، إلى خلق الظروف المناسبة لإبراز نماذج جديدة للنمو ومفيدة للمنطقة بأسرها، لا سيما من خلال تعزيز الموارد في بلدان الجنوب، ودعم التكامل الاقتصادي وتعزيز القيم الدينية والثقافية، من أجل تحقيق نماذج تنموية مبتكرة وأكثر شمولية، وتعبئة كافة أوجه التآزر من أجل النمو والاندماج والعدالة الاجتماعية لضمان التقدم للجميع. وقال مراقبون إن زيارة العاهل المغربي إلى غانا تأتي في ظروف خاصة على رأسها عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي. وكان العاهل المغربي قد قام بعدة جولات في أفريقيا، استهدفت بالأساس إقناع الدول الأفريقية بعودة المغرب إلى الاتحاد. ويعتبر ملف الاقتصاد والاستثمار من أهم النقاط التي ستكون محل مناقشة على أعلى مستوى بين أكرا والرباط. ويستمر العاهل المغربي في استراتيجية تثبيت وجود المغرب بأفريقيا عبر عدة مستويات اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، ويركز على تعميق العلاقات الثنائية سواء مع دول غرب أفريقيا أو شرقها. وسجلت المبادلات التجارية بين المغرب وغانا، خلال الفترة ما بين 2006 و2010، متوسط ارتفاع سنوي نسبته 33 بالمئة، حيث بلغت 76 مليون دولار في 2010، من بينها 70 مليون دولار من الصادرات المغربية. وبحسب مراقبين، فإنه بإمكان هذا الحجم من المبادلات التجارية أن يتضاعف عدة مرات، وذلك اعتبارا للإمكانات الهائلة التي يتميز بها القطاعان الاقتصاديان للبلدين. وقال الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، إن الزيارة الرسمية التي بدأها الملك محمد السادس، الخميس لجمهورية غانا، ستعطي مضمونا أكثر كثافة للعلاقات القائمة بين البلدين على المستوى الاقتصادي، لكن أيضا على مستوى المشاورات السياسية، مضيفا أن هذه الزيارة ستشكل مناسبة للتوقيع على عدد من الاتفاقيات بين الفاعلين الخواص ومن ثم تعزيز الشراكة قطاع عام – قطاع خاص. وتعد جمهورية غانا، التي تشكل المحطة الأولى من الجولة الأفريقية الجديدة للملك محمد السادس، قوة اقتصادية وازنة على مستوى منطقة غرب أفريقيا، وكانت من بين الدول الـ39 التي وافقت على عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي دون أي شرط. وأكد نائب رئيس جمهورية غانا محمدو باوميا، أن الزيارة الرسمية التي بدأها الملك محمد السادس، الخميس لأكرا، ستمكن من الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى متميز، لا سيما على الصعيد الاقتصادي. وقال باوميا في تصريح صحافي، إنها “زيارة تكتسي أهمية بالغة، وستساهم لا محالة في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى متميز بما سيعود بالنفع على كلا البلدين”. وعبر نائب الرئيس الغاني عن رغبة المسؤولين الغانيين في توافد الفاعلين الاقتصاديين المغاربة على غانا من أجل الاستثمار، وذلك اعتبارا للأرضية الاقتصادية الجيدة التي تتوفر عليها البلاد.