نعم إنها أبها وهي تغرق لا تغدق، نعم إنها تغرق رغم الطبيعة الجغرافية، لكنه الواقع المجافي للمنطق. أبها تغرق وهي بذلك تبعث رسائلها إلى كل ضمير وطني بل وتبرق. تعالوا لنستعيد مشاريعها وخططها ونحدد من يتهاون ومن يتجاوز ومن يسرق، تعالوا لنحدّد على من تقع المسؤولية؛ فلئن كانت جدة سهلة الغرق كما برر؛ فغرق أبها في فساد الفعل أدهى، بل فساد جد مغلق. أبها الجبلية تتحول إلى بركة سباحة لا سياحة؛ فأي أودية استحلت وأي شعاب بالنزول السافر أغلقت وسدت؟ أبها مدينة ذات مناخ ممطر؛ فليس المطر طارئاً عليها أو زائراً غير مألوف لديها؛ فكيف تحولت النعمة إلى نقمة والمزية المناخية إلى نازلة تهدد الأرواح والممتلكات؟ أبها تغرق وبالأمس أصبح تكور المياه سمة تجدها حتى في (الكوبري) المعلق ولا تسل كيف هذا الماء أضحى ساكناً فيه على ذمة صديقنا (إسماعيل الجوني)؟! حاولت أن أجد مبرراً يعفي الجهات المعنية بالتخطيط والمشاريع من المسؤولية فلم أجد، إلا أن يكون مطر أبها عذاباً قد صب على رؤوس أهلها الطيبين المعتصمين بالجبال، ولكن ذلك لم ينجهم من عذاب الله الذي طالهم كما طال ابن نوح قبله رغم تحذير نبي الله له! ولكنني بهذا التبرير كمن يعتسف الحقيقة ويغلق محكمة بكامل هيئتها وأعضائها لأنها وجهت أصابع الاتهام لصاحب الجرم! نبضة مواطنة: لن تدرك رؤية 2030 أهدافها ما لم تبصر عينها وتبطش يدها بالمفسدين!