* باع سيارته. عشان مصاريف دراسة أبنائه وبعد ٢٥ سنة كبروا ،، بحثوا عن السيارة نفسها ، واشتروها له مرة ثانية شوفوا فرحة الأب.. بهذه الكلمات قدمت الإعلامية بثينة النصر في صفحتها على الفيس بوك يوتيوب يصور مفاجأة أعدها ابنان أمريكيان لأبيهما الذي باع سيارته منذ ما يقارب 25 عاماً من أجل توفير مصاريف الدراسة لأبنائه. فقد وجدا أنها الهدية المناسبة له للوفاء بحقه تجاههما بعد كل هذه السنوات. *** ودعونا نصف بداية علاقة المواطن الأمريكي بسيارته التي تتجاوز عنده أحياناً محبتها محبة زوجته وأبنائه. وقد وصل عشق الأمريكان بالسيارة بأن عمد أحدهم ويُدعى “مارك باريسي” إلى بيع عضو من جسده لشراء سيارة، وعند سؤاله كيف استطاع قبول التخلي عن ذلك العضو ، أجاب أن الأمر ليس مهماً، المهم هو نوع السيارة التي ينوي شراءها بالمال الذي سيحصل عليه؟! بينما وصل غضب أحد مواطني ولاية أركنساس الأمريكية على فتاة بعد أن قامت هي وأصدقاؤها "بالمزاح معه" وإلقاء البيض وأوراق الشجر على سيارته بأن أطلق النار عليها وأرداها قتيلة؟! *** وإذا كان هذا هو الوضع في أمريكا، فإن من بين القصص التي تروى عن تعلق البعض بسياراتهم في وطننا العربي، ما يرويه الكاتب علي الأنباري عن (أبو سموكن) الذي كان يمتلك سيارة فولكس واجن تعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي. فقد استخدمها إلى أن بدأت أوصالها تختفي جزءاً بعد جزء، ولكنه كان يبادر الى الابتكار في التعويض، فإذا ما أصاب التلف المقعد الأمامي الذي يجلس عليه، وضع (بلوكة) مكانه، وإذا انكسر المقود او الكير عوضه بشيش حديد، وهكذا الأمر مع بقية الأجزاء، فأصبحت سيارته تثير الضحك والسخرية لدى الناس، خاصة وأن سرعتها كانت لا تتجاوز 20 كم في الساعة، مما دفع بعض الظرفاء من شرطة المرور إلى إيقافه في الشارع أمام الناس وعمل وصل غرامة وهمية هاتفين به: آبا سموكن، هذا وصل غرامة بخمسة دنانير، لأنك تسير بسرعة 80 كم في الساعة داخل المدينة مما يدفع الحاضرين إلى الضحك المنبعث من القلب، يشاركهم في ذلك أبو سموكن دون أن يغضب من هذا المقلب. *** لقد كان وقع الهدية التي أشرنا إليها في بداية المقال عظيمة على الأب الذي لم يُصدق نفسه وهو يتحسس جسم سيارته القديمة ويحتضن أبناءه ويجهش في البكاء من تأثير المفاجأة الجميلة .. ثم يقود سيارته القديمة بفخر واعتزاز. وهذه رسالة إلى البعض عندنا الذين يعتقدون ان الرحمة والتكافل والحب ومشاعر الأبوة والبنوة وكل المشاعر الإنسانية مسجلة باسمهم دون غيرهم من عباد الله، ولا يكف البعض عن التبجح بأن في الغرب لا مشاعر أبوية ولا أخلاق ولا أهمية للقيم الأسرية ... متناسين أن الإنسان إنسان في كل مكان ... فطالما هناك قلوب مُحبة فهناك إنسانية مهما اختلف المكان أو الزمان أو الأرض أو الدين، فالإنسان هو الإنسان خلقه الله من نفس الطينة وزرع فيه قلباً مُحباً يحمل الحب لكل مخلوقات الله في كل مكان. • نافذة صغيرة: [[نعرف قيمة الملح عندما نفقده، وقيمة الأب عندما يموت.]] مثل هندي nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain