اتفق عدد من المتحدثين في منتدى الغد الرابع على ضرورة توفير كافة السبل للمبدعين والمخترعين من الجنسين من أجل استغلال الإبداعات فيما يخدم المجتمع السعودي بالمجالات الحيوية والهامة من خلال البرمجيات بمختلف انواعها والصناعات وابتكارات الاختراعات التي تعود بالفائدة على المخترع اولا والمجتمع الذي يستفيد منها ثانيا. وبين المتحدثون في اليوم الثاني من فعاليات المنتدى الذي انطلق بعنوان «قيمنا في عالم متغير» ويستمر 3 أيام وتنظمه جمعية الغد بقاعة نيارة في الرياض، أن المدارس والجامعات والمعاهد المتخصصة يجب عليها توفير البيئات المناسبة للإبداع كون الكوادر البشرية والطاقات الشبابية متوفرة لدرجة الكبيرة في مختلف المناطق وينتظرون الدعم وتسهيل العمل الذي يمكنهم من تقديم ما هو مأمول منهم. وأوضح مطور اعمال بحاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات «منير السري» أن عدد الطلبات المقدمة لبرنامج بادر تختلف من سنة إلى أخرى، لافتا إلى أن العدد في تزايد بصورة ملحوضة مما يدل على الإقبال الكبير من قبل الشباب نحو ابتكار المشاريع المختلفة والمتنوعة وغير المكررة، مبينا أن عدد الطلبات المقدمة للبرنامج وصل إلى 400 طلب في السنة وعدد الاحتضانات الفعلية لتلك الطلبات يصل إلى 15 طلبا. وقال ان هناك مقاييس دقيقة جدا في اختيار المشاريع التي ترد لبرنامج بادر؛ لأننا نبحث عن التميز ولا نريد أن نأخذ أي مشروع لان المعايير دقيقة جدا شاملة كافة المتطلبات التي نفرضها، كما أن هناك العديد من المشاريع يتم رفضها من قبل البرنامج في الغالب منها يكون بأسباب مختلفة لأن تطوير الافكار الجديدة والابتكارات أمر مهم وضروري لتحقيق الأهداف السامية من البرنامج». ونوه السري إلى انه قبل قبول أي مشروع يتم عرضه عبر نماذج أولية يتم طلبها من قبل المتقدم لشرح أهم عناصر المشروع وأهدافه ورؤيته وخطته الاستراتيجية والنظر إلى مدى الربحية المتوقعة له في المستقبل بعد اكتماله كون تلك الشروط ضرورية، وهناك العديد من النماذج والمشاريع أصبحت تدر دخلا كبيرا لمبتكرها ومنفذها والتي فاقت التوقعات التي رسمت قبل تنفيذه. من جهته أكد فيصل القديمي مدير حاضنة بدار للتصنيع المتقدم أن أبواب البرنامج مفتوحة للجميع من أجل الزيارة والاطلاع والنظر عن قرب الى العمل القائم في البرنامج من أجل المشاركة فيه مشيرا إلى أن هدفهم في البرنامج توفير بيئة عمل مهيئة لتقديم المشاريع بصورتها المختلفة وبأحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة، مشيرا الى ان هناك العديد من المشاريع لا تحتاج لبادر كونها تعتمد بالمقام الأول على المتقدم نفسه والتي منها مشاريع البرمجيات وتقنيات المعلومات والتي لا تحتاج لمعامل متخصصة وإنما لإبداع المتقدم شخصيا، نحن في بادر ندعم المشاريع الصناعية والتي تحتاج توفير أجهزة ومعامل متخصصة ونستقبل كافة الطلبات من أي شخص دون تحديد لأي شروط على المتقدم والتي تكون بالعادة عبر الموقع الإلكتروني للبرنامج. وأشار مدير حاضنة بدار للتصنيع المتقدم إلى أن فهم التجارة والدخل الحر لدى معظم الشباب خاطئ جداً لأنهم يبحثون عن الوظيفة والتي لا تقارن أبدا بالمشاريع التجارية التي لها ربحية عالية ودخل كبير جداً يحقق أهدافا مميزة، وكل ذلك يأتي من المشاريع المبتكرة من قبل الشباب وخصوصا الذين في التعليم العام لأن الفرصة امامهم متاحة وكبيرة للتزود والتعلم والفائدة الكبيرة والتي تتضاعف كل ما تقدم به العمر. واستعرض بعض المبتكرين من خلال المنتدى أبرز مشاريعهم وافكارهم التي لاقت اهتمام واحتضان برنامج بادر حيث تطرق الطالب حسين العطاس الى تجربته في برنامج بادر بقوله: «وفر لي البرنامج الجهاز الذي يخدم اختراعي وابتكاري من خلال توفير كافة الأجواء للعمل عليه بمعدل خمس ساعات يوميا بعد خروجي من المدرسة للعمل والتدريب عليه ويعتبر جهاز «كاميو» المخصص لتقصيص الورق بأجزاء صغيرة جدا بأحجام متنوعة ومختلفة أول الخطوات امامي لتحقيق اهدافي مستقبلا». وطالب العطاس جميع الطلاب بضرورة استغلال اوقات الفراغ التي تتوفر للطلاب بالفائدة من خلال الاطلاع والقراءة والابتكار، متمنيا في الوقت ذاته ضرورة تنوع مصادر التعلم في المدرسة وتحقيق الأهداف من خلال الرحلات العلمية التي تلبي كافة الاحتياجات. ويأتي منتدى الغد في وقت اصبح فيه الشباب السعودي، يمثل ساعدًا حقيقيًا من سواعد التنمية في البلاد، وسعي المملكة إلى الاستفادة من هذه السواعد في مختلف المجالات، وتناولت جلسات المنتدى عنوان «أوقات إليكترونية»، تتناول قيم الألعاب والمنافسة، وآلية استثمار أوقات الفراغ، وتلاها جلسة أخرى تحمل عنوان «سباق الذهب»، وهي جلسة ناقشت أهمية الرياضة في عالمنا اليوم، فيما كانت الجلسة التالية بعنوان «أفلام وأقلام» والتي ناقشت الإنتاج الفني وتجربة الشباب السعودي في منافسة المنتج العالمي. كان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض قد افتتح المنتدى مساء امس الاول وأكد انه يجب الا ننظر للشباب والفتيات بنظرة ليس فيها طموح وتفاؤل او عمل نؤدي به إلى إنجاز أكبر بثقة عالية، مؤكدا إن الإنسان بطبيعته يحتاج إلى التشجيع ولا يمكن أن نستمر في مسيرتنا التنموية على النهج الذي نريده، اذا لم نعط للشباب والفتيات احترامهم في العمل بالقول والفعل. وقال سموه إن المنتدى الذي يحتضن مجموعة من شباب الوطن مساعيهم خيرة وعملهم دؤوب لما فيه خير للوطن وعزته يعبر في الواقع عما كنا نخطط له منذ سنوات، وهناك من سبقنا في تقديمه، فنقول لهم شكرا على ما أبديتم وأعطيتم، إن هذه الجمعية بتأسيسها من الأخوة والأخوات الذين قدموا هذا العطاء الرائع لهذا الوطن يجب أن نقول لهم شكرا وأحسنتم». وأضاف سموه: لفت نظري لوحة في المنتدى تحمل عبارة «نحن فداء للوطن بقيم لا تتغير» نعم قيمنا الإسلامية والعربية والسعودية لا يمكن «بإذن الله» أن تتغير وتحيد عن خطها المستقيم، إن هذا العطاء من أبناء وبنات الوطن يجعلنا جميعاً نعمل مع هذه الحاضنة في إيجاد عمل مفيد للوطن». مشاركون خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى