في السادس من ديسمبر عام 1998م أُعلن في دولة الكويت الشقيقة انطلاق فعالية احتفالية سنوية اعتباراً من شهر فبراير عام 1999م تتزامن مع اليوم الوطني الذي يصادف 25 فبراير وذكرى التحرير من الغزو العراقي الذي يوافق 26 فبراير وتم الاتفاق على تسمية تلك الفعالية بـ(هلا فبراير) ومنذ ذلك التاريخ بات شهر فبراير عنواناً للاحتفالات في الكويت. ويبدو أن أفراح فبراير ليست مقتصرة على الكويتيين فقط؛ لأن نادي الهلال هو الآخر له صولات وجولات، فقد كان شهر فبراير شاهد عيان على صفحات مضيئة في تاريخ منجزات وبطولات زعيم آسيا؛ ففي الخامس عشر من فبراير عام 1998م فاز الهلال بالبطولة السادسة والعشرين في تاريخه عندما حقق كأس مجلس التعاون الخليجي للأندية أبطال الدوري في نسختها الخامسة عشرة التي أقيمت في سلطنة عمان الشقيقة، حيث فاز الهلال على العربي القطري بهدفين مقابل هدف سجلهما سامي الجابر وتغلب على العربي الكويتي بثلاثة أهداف مقابل هدف سجلها سامي الجابر (هدفين) ونواف التمياط واكتسح الرفاع الغربي البحريني بأربعة أهداف مقابل هدف تناوب على تسجيلها سامي الجابر، يوسف الثنيان، أحمد الدوخي ونواف التمياط، فيما تعادل مع الوصل الإماراتي بهدف لكل منهما سجل للهلال عبدالله الجمعان وتعادل أيضاً مع صاحب الضيافة نادي صور العماني بهدفين لكل منهما سجل للهلال حسين المسعري وفهد المفرج ليتوّج الهلال باللقب الخليجي الثاني في تاريخه. وفي السادس عشر من فبراير عام 2000م فاز الهلال بالبطولة التاسعة والعشرين في تاريخه عندما حقق كأس المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله- إثر تغلبه في المباراة الختامية على النادي الأهلي بهدفين مقابل هدف سجلهما المحترف الكويتي جاسم الهويدي ونواف التمياط. وفي السابع والعشرين من فبراير عام 2009م فاز الهلال بالبطولة الخامسة والأربعين في تاريخه عندما حقق كأس ولي العهد بعد فوزه على الشباب بهدف دون مقابل سجله فهد المفرج. وفي التاسع عشر من فبراير عام 2010م حقق الهلال البطولة السادسة والأربعين في تاريخه إثر حصوله على كأس ولي العهد عندما فاز على الأهلي بهدفين مقابل هدف سجلهما المحترف السويدي كريستيان ويلهامسون والمحترف البرازيلي تياقو نيفيز. وفي العاشر من فبراير عام 2012م فاز الهلال بالبطولة الخمسين في تاريخه إثر تحقيقه كأس ولي العهد بعد تغلبه على الاتفاق بهدفين مقابل هدف سجلهما المحترف السويدي كريستيان ويلهامسون ونواف العابد. وفي الثاني والعشرين من فبراير عام 2013م فاز الهلال بالبطولة الحادية والخمسين عندما حقق بطولة كأس ولي العهد إثر فوزه على النصر بركلات الترجيح بأربعة أهداف مقابل هدفين. وفي التاسع عشر من فبراير عام 2016م فاز الهلال بالبطولة الرابعة والخمسين في تاريخه إثر فوزه بكأس ولي العهد بعد أن كسب الأهلي بهدفين مقابل هدف سجل للهلال ناصر الشمراني ونواف العابد. وأمام هذا التاريخ الهلالي الحافل الفخم في شهر فبراير فاجأت إدارة الهلال جماهير ناديها بمفاجأة سارة من العيار الثقيل عندما تعاقدت مع النجم عوض خميس وأظن بأن سرّ فرحة الهلاليين بهذه الصفقة بالإضافة إلى نجومية اللاعب هي السرية التامة التي أحيطت بها حتى تمّت لذلك كان صدى الصفقة قوياً في الوسط الرياضي بأكمله وهذه سياسة أصيلة وسنّة حميدة كرسها سمو رئيس النادي الأمير نواف بن سعد لأن هدفه الأسمى هو إسعاد جمهور الهلال وبذل الغالي والنفيس لأجل تحقيق هذا الهدف دون الحاجة إلى اللجوء لعمل (بروباغندا) حيال كل خطوة يخطوها في التعاقدات مع اللاعبين. نجوم الهلال أبناء الكتيبة الزرقاء اسمحوا لي أن استغل ما بقي من هذه السطور لأتوجّه لكم بشكل مباشر رغم أنني أحد الذين قسوا عليكم في أكثر من مناسبة لكنني أثق برحابة صدوركم وتحملكم لمن لا يطلب منكم سوى الإخلاص لشعار الهلال؛ أيها الأعزاء عليكم يقع حمل المسؤولية الفعلية لتنفيذ ما يتطلع إليه سمو رئيس النادي والجهاز الفني وبلا شك جماهير فريقكم لأن كل هذه الجهود والأعمال والتعاقدات لن تحقق فائدتها إذا لم يكن ثمة عمل حقيقي داخل المستطيل الأخضر وروح حقيقية تستنهض الهمم لتظفروا بما تبقى من مباريات في الدوري وكأس الملك، إنني شخصياً أقدّر حجم الضغط الذي يتراءى لكم في كل منعطف خصوصاً وأنتم مقبلون على تحدٍ جديد يتمثَّل في الاستحقاق الآسيوي وأُدرك تمام الإدراك بأنكم تتعرضون لتحديات لم يتعرض لها أسلافكم وأقصد بذلك وسائل التواصل الاجتماعي فلم يعد الجمهور فقط في الملعب أو النادي ولم يقتصر مصدر التأثير من الصحافة والإذاعة التلفزيون فحسب، بل أصبحتم في فوهة المدفع أينما توجهتم وبات كل مشجع هو وسيلة إعلامية قائمة بذاتها لذلك عندما تحققون بطولة رغم كل ما يحدث في هذا الوسط المشحون أعتقد بأنكم تستحقون رفع القبعات احتراماً لكم ولن يتم ذلك ما لم تبذلوا قصارى جهدكم وتتركوا كل شيء خلف ظهوركم عندما تبدأ صافرة البداية في كل مباراة ولا تضعوا أمام أعينكم سوى جمهور فريقكم العاشق الذي لا يكلّ أو يملّ من الحضور لتشجيعكم ومؤازرتكم سواء من داخل الرياض أو من خارجها، لهؤلاء فقط ضعوا كل تركيزكم أثناء المباراة وإنه لا يخامرني أدنى شك بأن النتيجة ستكون مذهلة وحينها سينصفكم التاريخ قبل أي أحد، وعلى دروب الخير دوماً نلتقي. - محمد بن سالم السالم