د . خالد القره غولي بات من الواضح جدا ظهور بعض نتائج العمل الإرهابي الجبان في عدد من مناطق بغداد وسقوط مئات الشهداء الأبرياء العزل من جميع أطياف ومكونات الشعب العراقي الصابر .. بمعنى آخر أننا أمام واقع خطير جدا فالدول المجاورة للعراق لها حصة كبيرة فيما يجري .. فالأتراك كانوا الشريان الذي تدفق منه الدم الداعشي الأسود لينتهك سيادة العراق والسوريون يتقاسمون توزيع نتائج ما أرادت ان تبعده الدول الكبرى من مواجهة مباشرة مع التنظيمات الإرهابية لتوزيعها بخريطة أعدت سلفا أما الأردنيون فهم المساحة الحرة التي تحتفظ بها أمريكا لأي طارئ مستقبلا ! يبقى السعوديون والإيرانيون فهؤلاء وإن إدعوا دائما عدم التدخل في شؤون العراق إلا بما يصب بمصالح شعبه فهو كذب فضحته وقائع ما يجري على الأرض ومحاولاتهم المتكررة في إشعال الحرب الطائفية .. وبحادث مناطق البياع والحبيبية لا نتهم أحدا من هذه الدول بشكل مباشر لكننا نتهم كما ذكرنا في بداية المقال دولة مباشرة بعينها ( بدون تسمية ) أرادت أن تنقلب الأمور وتختلط الأوراق من جديد ويعاد سيناريو ( 2006 ) حادث هذا الانفجار أثار مئات الأسئلة ودفع الناس للبحث عن الغموض الذي رافق الحادث وما جرى قبله بساعات والتصريحات الفوضوية للمسؤولين العراقيين وظهور نفس الرؤوس التي ساهمت بتوسيع دائرة الخلاف والتناحر لأن طوائف الشعب العراقي كما تحسبه جيدا وكما تتوقع خطأ .. الأمر واضح جدا فمن نفذ الإنفجار أراد تحقيق هدفين الأول إعادة تسليط الضوء على الفصائل المسلحة غير الرسمية والثاني وهو الخطير جدا إيقاف عجلة الإنتصارات التي حققها الجيش في الانبار وصلاح الدين والموصل .. والإلتفات إلى صراعات بين الكتل والأحزاب الحاكمة داخل العاصمة بغداد ما يبعدها كثيرا عن ساحة النزال الحقيقي وهو ما تريد أن تحققه الدول المجاورة مهما كلفها الأمر .