×
محافظة المنطقة الشرقية

قرار الملك متميز ليس بين مفرداته فراغ.. وفيه توطين للاستقرار

صورة الخبر

بين حالنا هنا في مدننا حيث يتكاثر الأوصياء والرعاة لأفكارنا وسلوكياتنا.. وبين حالنا حين نسافر يمكن أن نقيس كم هي مساحة الازدواحية فينا في الجانب الخاص بالأفراد وليس المؤسسات حيث الازدواجية باتت ملحوظة في حال حضور المرأة حفظها الله وأعانها.. لعل المستقرئ لحال أسرنا وشبابنا ذكوراً وإناثاً على وجه الخصوص وهم ينتثرون هنا وهناك في إجازاتهم الرسمية والمسروقة من عامهم الدراسي العام أو الجامعي.. يتأكد أننا فعلاً لنا خصوصيتنا في حضورنا أينما كنا.. في لندن أو دبي في القاهرة أو باريس حضورنا دائماً له نكهته الخاصة.. بعيداً عن هذا وتفاصيله أتساءل ونحن نرى تلك الهجرات للخارج وخاصه دول الجوار.. انهم لا يبحثون عن شيء مستحيل فهم لا يحجزون رحلات للقمر ولا يطلبون سكناً مجانياً والمؤكد انهم لا يريدون سياحة بدون تكاليف وقبل هذا وذاك الجميع لا يتجردون من دينهم. فقط يتمردون على بعض عاداتهم التي يتغنون فيها داخلياً ويقذفون بها عند سلم الطائرة.. السعوديون يهاحرون زرافات لدول الجوار باحثين بكل تواضع عن فنجان قهوة في الهواء الطلق.. وجلسة منعشة على شاطئ البحر.. هم يحملون حقائبهم ومالهم الذي جمعوه خلال أشهر من عملهم إلى حيث يكون الإنسان هناك أكثر انسجاماً مع نفسه وأكثر مسؤولية.. يسافرون بحثاً عن مكان هادئ تجلس فيه العائلة بأكملها حيث لكوب القهوة طعم مختلف ولكأس الشاي طعم أجمل.. لا أحد ينظر لك ولا أحد يعتقد أنك من كوكب آخر ولا أحد يعتقد أن المرأة لابد من حمايتها من نفسها وضعفها لا أحد يشك في الآخر والمؤكد أن الكل يخضع لنظام وقانون يعاقب من تسول له نفسه اقتحام حريتك الشخصية. في بعض دول الجوار على سبيل المثال لا شيء صعب لا شيء يستحيل وجوده في الرياض أو جدة أو بريدة.. مقهى ومطعم وسينما وإنسان مسؤول عن نفسه.. لا أوصياء يذكرونه بكل شيء.. ولكنْ قانون يحفظ حقه ويردعه إن سولت له نفسه الخطأ.. هناك الكل يتحرك صباحاً ومساء عصراً وفجراً.. على الأقدام وبالعربات نساء ورجالاً شباباً وأطفالاً.. ولا تجد من يخترق خصوصيتك أو يذكرك بأنك لا ىتستطيع معرفة مصلحتك ومسؤولياتك.. هناك يتحرك شبابنا زرافات في كل مكان يحترمون النظام بكل جدية رغم تصرفاتهم الطفولية أحيانا إلا انهم يبحثون عن الحياة يبحثون عن ابتسامة لا يعقبها خوف وحساب وتفسير.. تهاجر الأسرة السعودية بأكملها إلى دول الجوار مع كل إجازة قصيرة.. فيما نحن هنا نكتفي بزيادة عدد الرحلات وخاصة المغادرة إلى دبي.. السؤال لماذا..؟ أعلم أن السفر ثقافة وانه شيء طبيعي ولكن لماذا لا نجد أنفسنا نستمتع بأوقاتنا بنفس الكيفية هنا في الرياض أو جدة أو تبوك.. لماذا لا نرى البحر بأم أعيننا ونستمتع بهوائه وحن نشرب قهوتنا أو نتناول طعامنا أو نمارس رياضتنا دون زحام وضحيج وأسعار مبالغ فيها مقابل خدمات ضعيفة وغير تنافسية. إحقاقا للحق لا ننكر الجهود التي تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والآثار وبعض أمانات المدن الكبرى ولكن نريد أكثر ونريد سرعة في احتواء حاجتنا لبرامج سياحية وأن نبتدئ بالتفكير بكيفيه استقطاب أبناء دول الجوار.. خاصة وأن لدينا إمكانيات مناخية تتفوق على جيراننا حيث التنوع بين أجواء باردة صيفاً وشواطئ بحرية ورمال وصحارى ومزارع.. وخلافه.. حيث احتياج الإنسان في إجازته وخاصه القصيرة.. لا أريد أن نخطط لهدف منع السفر بل أريد أن يكون وجودنا في وطننا أيضاً جزءاً من ترفيهنا وليس مجرد عمل وجمع مال ثم.. هجرة مؤقتة فقط لنستمتع بترفيه بريء..نرفضه هنا بحجة الخصوصية ونقبل عليه بسخاء هناك.. بحجة الوناسة دون مخالفة ديننا الحنيف.