ينكسون علم بلادهم في بلاهة.. ثم يفترشونه وطأً بالأقدام الهمجية.. ثم يخرقونه ويحرقونه لأنهم لا يعترفون لوطنهم براية.. ولا رمز.. هل شاهدتم أو سمعتم.. أو قرأتم جموداً في الحس أو جموداً في النفس كهذا يرقى إلى درجة الجنون الصارخ؟! وآخرون يشنون حرباً شعواء على جامعاتهم ومؤسساتهم التعليمية التي شيدت من أجل بناء المدارك والعقول.. فإذا بهم يواجهونها بإشعال النار! وإحراق الأشجار! وبالدمار! ترى أي مستقبل حالك السواد ينتظر هؤلاء؟! الخفافيش تعشق الظلام.. وتكره النور.. ومثلها بعض البشر ظلاميون.. ظالمون.. وغير أسوياء.. بالهواء والماء يحيا الإنسان.. وبالمطر تتعرى وتتكشف أوجه الإهمال في بناء المرافق والبنيان.. كلها نستعيذ بالله منها: الشك، والشرك، والشقاق، والنفاق، وسوء الأخلاق، وسوء المنظر، وسوء المنطق، وسوء المنقلب في المال والأهل والوطن.. قولوا جميعاً (آمين يا رب العالمين). (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها بالأعمال الصالحة قبل أن تُوزنوا، وكونوا عباد الله إخواناً).. مقاطع من دعاء صلاة كل جمعة نسمعها فلا نعمل بها.. ولو أننا أخذنا بها لما كان لدينا مرتشٍ، ولا سارق، ولا منافق، ولا خائن لربه ولعقيدته ولمجتمعه وأناسه. الأمن قوامه إيمان وحصاده أمان، وعدل، وعمل.. وإلا ضاع وضعنا بضياعه. ما يتمناه كل كاتب ملتزم طيلة حياته من مكافآت على حصاد قلمه يتساوى - إذا كان محظوظاً - مع ما يتلقاه مطرب واحد في سهرة واحدة لقاء بضع أغنيات! معادلة غير عادلة.