حاول الرئيس الإيراني حسن روحاني عبر زيارته سلطنة عمان والكويت ردم الهوة الكبيرة بين إيران ودول خليجية، مستفيداً من المخاوف التي تثيرها سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بحسب خبراء. وأبدى روحاني تفاؤلاً خلال هذه الجولة المصغرة التي قام بها الأربعاء، وشملت البلدين المذكورين اللذين تربطهما علاقات جيدة بإيران. وأكد أن إيران «أيدت دائماً تسوية للمشاكل والخلافات عبر الحوار»، موضحاً أن «القوة العسكرية لإيران محض دفاعية». وهذه الرسالة موجهة إلى بلدان الخليج التي تدهورت علاقاتها بإيران إلى حد بعيد، وفي مقدمها السعودية التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية بطهران قبل أكثر من عام. وتدعم إيران النظام السوري في وجه فصائل المعارضة التي تحظى بدعم السعودية. وفي اليمن، تقود الرياض تحالفاً عربياً ضد المتمردين الحوثيين القريبين من الإيرانيين منذ نحو عامين. ويرى صمد قائمبانا أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران أن «الخلافات القديمة» بين إيران والسعودية لم تؤد إلى أية «نتيجة». ويضيف الجامعي الإيراني: «من الضروري أن تفتح بلدان (المنطقة) صفحة جديدة في علاقاتها وتعيد التفكير في سياساتها الماضية». ويلاحظ «قائمبانا» أيضاً أن الدعوة التي وجهتها الرياض أخيراً إلى طهران لبحث ترتيبات موسم الحج المقبل «هي إشارة جيّدة بهدف إعادة العلاقات بين البلدين». قرار ترمب المفاجئ والتقارب بين طهران والرياض قد يكون أسهل بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي صدم الجميع بقراره منع مواطني سبع دول مسلمة من دخول الأراضي الأميركية. ورغم أن السعوديين غير معنيين بهذا القرار، الذي علق القضاء الأميركي تنفيذه، يرى «قائمبانا» أن هؤلاء «خلصوا إلى أنهم لا يستطيعون أن يمحضوا الإدارة الأميركية الجديدة ثقتهم الكاملة». لكن المحلل السياسي الكويتي سامي النصف يبدي حذراً أكبر حيال أي تقارب سعودي إيراني. ويقول لـ «فرانس برس»: «حصلت مبادرات مماثلة في الماضي بهدف تطبيع العلاقات بين دول الخليج وإيران، لكنها لم تنجح»، مضيفاً أن «نجاح المبادرة الراهنة أو عدم نجاحها يبقى رهناً بأفعال إيران أكثر من شعاراتها». والمطلوب في رأيه أن «تكف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعن دعم مجموعات مسلحة»، مشدداً على أن «دول الخليج لا تتدخل في شؤون إيران». الهوة إذن تبدو عميقة. غير أن «رضا ميرابيان»، وهو سفير سابق لإيران في الكويت، يلاحظ أن زيارة روحاني تشكل بارقة أمل. وفي هذا السياق، كتب في صحيفة اعتماد الإيرانية الإصلاحية أن روحاني «يمكن أن يؤدي دوراً أساسياً عبر تبديد سوء الفهم، وتقليص التوتر، وتوفير الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة». ;