مخجلة وشائنة وغير أخلاقية بعض المواقف تجاه ما يحدث في مصر حاليا، وإذا كنا نفهم أسبابها عند الغريب، فإنه خطأ فادح أن يتورط القريب في تزييف الحقيقة أو يحاول ادعاء الحياد بالتزام الصمت إزاء حدث تاريخي مفصلي في أكبر دولة عربية. عندما خرج الرئيس أوباما على الملأ ليقول تلك الكلمة التي يشعر مستمعها بالتناقض الفاضح بين مضمونها والواقع الذي تعرفه الإدارة الأمريكية وكانت أحد الأسباب الرئيسية في إخراجه، فإنه بالإمكان فهم الحرج الذي وقعت فيه أمريكا وأوقعها فيه الإخوان الذين ظلت تحاول إلى اللحظة الأخيرة إبقاءهم في الواجهة؛ لأنها لا تريد أن يقال عن الدولة العظمى أنها «غلطت في الحساب» حين راهنت عليهم كمشروع مستقبلي مضمون الاستمرار ومضمون الوفاء بكل ما تريده، وأكثر ما يثير العجب في كلمة الرئيس أوباما إشارته إلى قتل المتظاهرين المدنيين المسالمين كأحد الأسباب التي استدعت شجبه واستنكاره لتبعات إزالة دولة رابعة والنهضة، وهنا لا ندري حقيقة هل فات على أوباما مشاهدة كل ذلك العنف المسلح الذي مارسته ميليشيات الإخوان ضد الشعب المصري؟ وهل أمريكا بكل أجهزتها الاستخباراتية لا تعرف عن الكم الكبير من الأسلحة التي خزنتها كتائب الإخوان عيانا بيانا في مواقع اعتصاماتهم؟ حسنا، فتلك أمريكا، الغريب الذي يبحث عن مصالحه ولا يهمه إن صدقه أحد أو لم يصدقه، قال الحق أو لم يقله. لكن ما بال القريب يلتزم الصمت المخزي؟ أليس ثمة كلمة حق تقال في هذه الظروف الاستثنائية؟ أليست هناك شجاعة لتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية؟ أليس ما يجري مؤامرة على مصر يقودها الإخوان الذين لا توجد صعوبة في معرفة إخوان من يكونون؟ هل عجز العالم العربي من محيطه إلى خليجه عن فهم الحقيقة ليصمت مثل هذا الصمت ومظلته الكبرى تتعرض لمؤامرة لئيمة؟ وهل لا يوجد قائد عربي بشهامة هذا العربي النبيل ليصدع بالحق والحقيقة؟ لقد قال عبدالله بن عبدالعزيز ما يود قوله كل عربي ووطني ومسلم، لكن قوله بالتأكيد لن يعجب أي أممي ولا وطني ومسلم بالأخونة. هكذا هم الشرفاء، لا بد أن يكون لهم موقف واضح وشجاع. وهكذا هم غيرهم، يختبئون ليحسبوا حسابات المصالح بترجيح النتائج المحتملة. Habutalib@hotmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة