العائلة الأسدية الآن متوترة، فبينما يؤيدها مجرمو الأمم كلها بلا استثناء، ينغص عليها أفراحها واحد منها اسمه: فراس الأسد الذي أخذ يفتح بعض ملفاتها السود أمام الناس! ولو كنتُ - لا قدَّر الله - من العائلة الأسدية، لشكرتُ فراس بن رفعة الأسد، لأنه أول شخص من العائلة تظهر عليه بعض مظاهر الشرف! هو يستحق الثناء منهم لو كانوا يفقهون، ولو من باب توزيع الأدوار، كما يفعل الساسة الصهاينة الذين يتقاسمون الأدوار بين حمائم مزعومة ووحوش وقحة صريحة. وتلك سمة السياسة النفعية كما تجلت في شخصية ونستون تشرشل الذي قال في أثناء الحرب العالمية الثانية: إذا غزا هتلر الجحيم، فسأمتدح الشيطان على الأقل في مجلس العموم (يقصد غزو هتلر المتوقع للاتحاد السوفييتي، والشيطان كناية عن ستالين). ويروى عن تشرشل أنه رفض أن يشتم إبليس، قائلاً: يمكن أن نحتاج إليه! * * * لكن الأسديين يتوعدون فراس الأسد بالويل والثبور وعظائم الأمور، ويرفضون الأخذ بانتهازية السياسة الميكيافلية، ليس عن عفة وشرف.. فهم مشهورون بالانتقال من حضن فاجر إلى آخر بسهولة تبديل المرء جواربه..ويكفي أنهم انتقلوا من ملكية أكبر متجر لشعارات القومية العربية إلى تبعية عمياء لمشروع التوسع الفارسي الذي يمقت العرب جميعاً في سائر مراحل تاريخهم. وعندما اندلعت الحرب العراقية/الإيرانية (1980- 1988) وقفوا مع الخميني ضد بغداد.. وتاجروا بقميص فلسطين، لكنهم نفذوا لسادتهم في تل أبيب ما عجز عنه جيش الاحتلال في اجتياحَيْن للبنان: 1978 ثم 1981 وهو إنهاء وجود المقاومة الفلسطينية هناك! لكن آل الأسد يأبون السكوت على جرأة فراس من باب كبريائهم فقد نصبوا أنفسهم آلهةً على طائفة، فجعلوها أداة لترويع السوريين، وتركوها تقتل وتنهب وتبني جدراناً من البغضاء مع الآخرين.. وتؤرقهم شهادته، مع علمهم بأن العالم المنافق يتعامى عن جرائمهم الضخمة والرهيبة حتى المفضوح منها على الهواء والموثق بالاسم والصوت والصورة!! شهادته تفزعهم فقط لأنها من الداخل.. ستؤذيهم داخل الطائفة وتهز صورتهم «المتألهة» في عيون ضحاياهم من المغفلين!! * * * وقد أوجعهم فراس بتنكره الضمني لانتسابه إليهم.. فهو ينشر اسمه على مواقع التواصل الاجتماعي باسمه الأول واسم عائلته وبينهما حرف (N) وليس (R) الذي يرمز لاسم أبيه!! وهنا أستذكر ما نطالع في كتب التراث في باب: مَنْ يَخْزَى من ذكر آبائه: ويوردون فيه طرفة عن رجل سئل عن نسبه فقال: أنا ابن أخت فلان! فقال أعرابي: الناس ينتسبون طولاً وأنت تنتسب عرضاً. وهو ما لخَّصه الشاعر دعبل الخزاعي بقوله: سألته عن أبيه... فقال: دينار خالي! فقلت: دينار من هو؟... فقال: والي الجبال * * * الغريب أن فراس الأسد ينشر منذ خمس سنوات موقفه المناوئ لنظام عائلته المتسلط على سوريا، لكن الإعلام لا يهتم به!! وقبل أقل من سنتين استغل تلك الثغرة عبد الباري عطوان - الدولاري ما غيره - ونشر حواراً مع فراس، لكن الدولاري حذف الحوار بعد ثلاث ساعات - ريثما وصل أمر الدفع بالدولار-.. (http://www.souriyati.com/2015/09/30/23074.html) * * * قبل شهر تقريباً، أعلن فراس البدء في نشر أجزاء من مذكراته، قال إنه سيغلب عليها «الطابع الشخصي والعائلي أحياناً، والطابع العام أحياناً أخرى، وقد تكون شخصية جداً ولكنها تحمل أبعاداً مختلفة!!، وبالفعل بدأ «فراس» في نشر جزء من سلسلة مذكراته، مبرزاً فيها حجم البذخ الذي كان يعيشه هو ووالده «رفعت» وأتباعه ومستوى الحماية الفائقة والتسهيلات المذهلة التي يحظى بها في أوروبا، التي صدعت رؤوس البشر بشعارات حقوق الإنسان والديموقراطية ومحاربة الفساد ومحاسبة القتلة!!. هنا ثارت ثائرة العائلة فكتب أخوه دريد يهدده بالقتل: «هلق رح قولها: أي رح أحفر لك قبرك.. بتعرف كيف؟ رح بينك على حقيقتك إذا استمررت بالتمادي بالكلام والإساءة لعائلتك ولأفراد عائلتك.. ما في حدا فيه ذرة عقل بيعمل يلي عم تعملو.. برجع بقلك باب التوبة مفتوح لمن يحب... كلنا مستعدون للوقوف إلى جانبك ومعك لكن دون أن تسيء إلينا أو لوالدنا الحبيب، أما أنو أتركك تتطاول على الآخرين واترك لك الحبل على الغارب.. خسئت وألف خسئت.. وبرجع بقلك إني في حال استمرارك تأكد أنو رح كون وراك وجردك من كل أكاذيبك و ريائك وافتراءاتك». وانتقد «دريد» بحدة إقدام «فراس» على إضافة حرف «ن» بين اسمه الأول وكنيته «الأسد»، في خطوة علق عليها «دريد»: «بفهم وقت بتكتب فراس نون الأسد.. يعني مش عاجبك أنك تكون ابن رفعت الأسد.. لكن أنت مش عاجبك لا بيّك ولا خيّك ولا خيتك ولا عاجبك عمّك ولا عمّك التاني ولا عمتك... ولا عاجبك ابن عمّك هاد أو هداك أو التالت والرابع وهكذا! ووجه «دريد» أسئلة واتهامات صريحة لأخيه، قائلاً: «هذا المدعي الأفاك.. المفتري على الأحياء والأموات مفكرينو عايش ببيت من التنك؟ قاعد الزلمة بكومباوند يلي بيقعدوا فيه الأغنياء.. لكن السؤال يلي بدي أسالو ياه: أنت صرلك خمس سنين قاعد بمحل وغالي كتير يا ترى من وين عم تصرف وكيف عم تصرف؟! وقبلها أنت كنت بسورية وبقيت أكتر من 15 سنة فيها من دون أي عمل ولا شغل دخلك من وين كنت عم تصرف على نفسك وعائلتك؟! سيارات الدولة لساتها يمكن لهلق مصفوفة بالكراج تبعك.. لك حبيبي بدك تسب على العالم رجعلون سياراتون ولا بقى تاخد رواتب من حدا!! أما إنو سيارات الجماعة لسا عندك ونازل المسبات والله عيب.. بس خبرنا من وكيف عم تصرف على حالك؟ وكيف سمحلك وضعك المالي يلي إنك تاخد بيت في أحياء الأغنياء بالمكان يلي أنت فيه؟!». لكن فراساً أجاب عن تهديدات أخيه بعدم التوقف عن نشر مذكراته «مهما حصل»: «حلمي أن يُكتَب التاريخ بلا تزوير... وسوف أحرص على ذلك من زاويتي الصغيرة!». * * * والمريب أن ينضم فيسبوك إلى جانب آل الأسد ضد فراس، فقد حذفت إدارة فيسبوك منشوراً لفراس وذلك بسبب اعتبار فيسبوك «بيئة آمنة» وأن فراس الأسد «تجاوز معايير مجتمع فيسبوك الافتراضي وأن منشوره يثير الكراهية»!!. وكان فراس الأسد كتب على حسابه في فيسبوك منشوراً انتقد فيه «آل الأسد» واصفاً إياهم بالزعران الذين يروجون بأنه سوف يدفع الثمن غالياً بسبب إصراره على الاستمرار بنشر ذكرياته التي كشف فيها بعض الخبايا التي كانت طي الكتمان وتوعد بالمزيد في فترات لاحقة، ثم نشر فراس تعقيباً على الحذف تساءل فيه: هل مارك مدير الفيس أصبح من زعران بيت الأسد وصار الحديث عن المهربين وقطاع الطرق ممنوعاً على الفيسبوك!! وختم بقوله: هذا لم يعد موقعاً للتواصل الاجتماعي وإنما بات موقعاً مخابراتياً فيه حواجز وتفتيش...