شيخة الجابري صحة الشاعر مهمة، نعم صحيح كما هي صحة الإنسان في كل مكان، وزمان، وظرفٍ، ذلك أن الإنسان، والشاعر على الدقة، هو محور الحياة، وأساس الفرح، والتنمية، والبناء، وكل الأشياء النبيلة والجميلة من حولنا. هذا الرأي ليس رأيي وحدي وإنما سمعته يأتي منساباً بصوت شاعر ملهم ومبدعٍ أجريَ معه لقاء تلفزيوني على إحدى القنوات الفضائية الخليجية منذ يومين، ذاك الشاعر هو الأمير بدر بن عبد المحسن الذي تحدث في جملة ما قال في حواره الثّري عن لياقة الشاعر أو المبدع بصفة عامة ومدى تجلّيه ونجاحه وتفوقه حينما يكون سليماً معافى، وتراجعه قليلاً إذا ما تعرض ولو لنزلة برد. وأعجبني فيما قال إن الشاعر يحتاج إلى أن يكون بخير وفي صحة وعافية كي يستطيع التحليق، وتكون له المقدرة على التفرد والإبداع. ولأن صحة الشاعر أو المبدع لاتختلف عن كل البشر إلاّ فيما يتعلق بلياقته الإبداعية، ولأن أغلبية الذين يشتغلون على الإبداع هم من الموظفين والعاملين في كافة الأماكن التي يمكن أن تخطر ببالنا، فأجد أنه من المناسب لو مُنحَ العاملون ساعة صباحية للرياضة أسوة بساعات الأمومة، وإجازة الأبوة مثلاً لدينا في الإمارات. من المهم لقلوبنا أن تكون خضراء، سليمة، مشاكسة، ومعافاة، ولا شك أن الركون إلى العمل المكتبي والجلوس لساعات طويلة يؤثر في صحة الإنسان ويترك ندوباً كثيرة في حالته الصحية. ومن هنا، ولأن الإمارات، هي موطن الابتكار والإبداع، فإنني أقترح على المعنيين تخصيص ساعةٍ يومية للرياضة لمن يرغب من موظفي الدولة وذلك وفق اشتراطات ومنهجية تنظيمية واحدة كي لا يؤثر ذلك في أداء الموظفين والمؤسسات كذلك. ولأن أجسادنا أمانة وللرياضة الصباحية مالها من فوائد عظيمة، فإن أمر الاهتمام بتوفير أسباب الراحة والسلامة للموظفين مهم جداً، ولأن قادتنا، حفظهم الله، رياضيّون وفي الأصل هم فرسان تشهد لهم ساحات المنافسات الدولية فأعتقد أن هذه الفكرة ستجد صداها، وأمر تنفيذها بسيط جداً ومرهون بإجراءات إدارات الموارد البشرية في كل جهة سواء كانت حكومية أم قطاعاً خاصاً. تأتي الأفكار دوماً من فمِ الحاجة، ولاشك أن أجملها تلك التي تحفّز على صناعة المستقبل، وتحقيق الريادة، والتفرد، وهذا ما يفعله وطني. Qasaed21@gmail.com