أستانا/موسكو – بدأ في العاصمة الكازخية مساء الخميس الاجتماع الرسمي الموسع لمؤتمر أستانا، بمشاركة وفد عن النظام السوري وممثلين عن المعارضة والدول الضامنة بعد تأخر لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، وسط أنباء متضاربة عن حظوظ نجاح الاجتماع في تقريب وجهات النظر. وفيما أكدت هيئة الأركان الروسية أنه تم التوافق في أستانا على عدد من التدابير لخفض التصعيد في سوريا من بينها إنشاء آلية حازمة لمراقبة وقف إطلاق النار، نقل تلفزيون المنار التابع لجماعة حزب الله اللبنانية عن رئيس الوفد الإيراني المشارك في الاجتماع قوله إن إن المفاوضات تواجه صعوبات ألقى باللوم فيها على المعارضة السورية وأنصارها. وخلال الجلسة الافتتاحية من الاجتماع التي سمح فيها للصحفيين بحضور كلمة مساعد وزير خارجية كازاخستان كمالدينوف أكلبي أشار فيها إلى أن جلسة المفاوضات الأولى في يناير/كانون الثاني أعطت دفعة للمحادثات والانتقال لمنصة جنيف، "حيث تم في الجلسة الثانية الخميس بحث آليات تثبيت الهدنة وآليات المراقبة لها ووقف العمليات العسكرية". وأعرب عن أمله في أن "تساهم جولة الثانية بحل الأزمة والتقدم بهذا المسار وتنفيذ وقف إطلاق النار وتطبيع الوضع في المنطقة". وكان مسؤول في وزارة الخارجية الكازاخية، قد أفاد في وقت سابق بأن الجولة الحالية من مفاوضات أستانا ستختتم الخميس بإعلان بيان مشترك. وفي تصريحات صحفية، قال توماتوف ايدربيك مدير قسم إفريقيا وآسيا في الخارجية الكازخية "تجري اجتماعات ثنائية وثلاثية ليوم واحد وبعد انتهائها المتوقع الانتقال إلى الجلسة الأساسية الرسمية (بدأت فعليا) يعقبها مؤتمر صحفي يخرج ببيان ختامي مشترك". وقال رئيس الوفد الإيراني إنه من المهم "أن نستمر بالمسار الصحيح" للمحادثات التي بدأت الخميس بعد تأخرها عن موعدها الأصلي بيوم واحد بسبب تأخر وصول مفاوضي المعارضة السورية. وتعقد المحادثات برعاية روسيا التي تدعم حكومة الرئيس بشار الأسد وتركيا التي تدعم المعارضة. وفي الجولة الأولى من محادثات آستانا شددت روسيا وتركيا وإيران وهي أيضا حليفة للأسد على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق نار هش بين المعارضة والحكومة السورية. وتعرض اتفاق وقف إطلاق النار لانتهاكات متكررة ألقى خلالها كل طرف باللوم على الآخر في الوقت الذي استعر فيه القتال ضد جماعات متشددة لم تكن طرفا في الاتفاق مثل تنظيم الدولة الإسلامية. ورفضت الوفود التي مثلت المعارضة والحكومة في سوريا في جولة المحادثات الأولى في آستانة التفاوض المباشر كما رفضت التوقيع على أي وثائق. ومن المقرر أن تبدأ محادثات برعاية الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع المقبل. وقالت روسيا الخميس إنها تؤيد استمرار محادثات السلام السورية تحت رعاية الأمم المتحدة وهي المحادثات التي ستجري إلى جانب محادثات سلام أخرى تدعمها موسكو في كازاخستان. وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أنه يأمل في إحراز تقدم في أحدث جولات محادثات الأمم المتحدة التي ستعقد في جنيف الأسبوع المقبل. وقال دي ميستورا الذي يزور موسكو لبحث الأزمة السورية مع لافروف ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو إنه يدعم بقوة محادثات أستانا. وأضاف أنه يعتزم لقاء لافروف في ميونيخ لإجراء المزيد من المحادثات. وعقدت الجولة الأولى من مفاوضات أستانا في 23 و24 يناير/ كانون الثاني بقيادة تركيا وروسيا ومشاركة إيران والولايات المتحدة ونظام بشار الأسد والمعارضة السورية لبحث التدابير اللازمة لترسيخ وقف إطلاق النار. وخلال الاجتماع اتفقت أنقرة وموسكو وطهران على إنشاء آلية مشتركة للمراقبة من أجل ضمان تطبيق وترسيخ وقف إطلاق النار في سوريا.