وسط احتفالية ضخمة لا تقل عراقة عن التاريخ الذي انبثقت منه الأعمال المختارة انطلقت مساء أمس الأربعاء في لبنان أولى حفلات مهرجان البستان الشتوي السنوي في نسخته الرابعة والعشرين المخصصة لملكات وإمبراطورات الشرق. يقام مهرجان البستان الدولي للموسيقى والفنون في بيت مري (جبل لبنان) هذا العام تحت شعار ملكات وإمبراطورات من الشرق في الفترة من 15 إلى 19 فبراير/ شباط الجاري. ومن الوجوه النسائية الأسطورية المختارة لبرنامج النسخة الحالية كليوباترا ملكة مصر وزنوبيا ملكة تدمر والإمبراطورة السورية المولد جوليا دومنا وذائعة الصيت في الأساطير اليونانية ميديا. وتهدف دورة هذا العام إلى إبراز دور هؤلاء النسوة في تغيير مسار التاريخ وفرضهن سطوتهن الأنثوية وإعادة صوغ ما ترمز إليه التراجيديا الأسطورية بواسطة الإغراء والشراسة في ذات الآن. واحتضنت خشبة مسرح فندق البستان – حيث يقام الحدث السنوي العريق في أمسية الافتتاح أربعة أصوات عالمية سلطت الضوء على مختارات أوبرالية كلاسيكية لمختلف المؤلفين العالميين بمصاحبة أوركسترا مهرجان البستان بقيادة المدير الفني للمهرجان المايسترو الإيطالي جيانلوكا مارسيانو. تمحورت أمسية الافتتاح حول القصر الشرقي لملك القدس هيرودس وزوجته هيروديا وابنتها سالومي في مختلف مراحل حياتهم الأسطورية. وفي الأصوات النسائية أطلت السوبرانو الأرمينية آنوش هوفهانيسيان التي تميزت بصوتها القوي وبقدرتها على الغناء بدون مرافقة موسيقية خلال دقائق صفق لها الجمهور مطولا. كما تميزت ابنة جورجيا الميزو سوبرانو كيتيفان كيموكليدزيه لقدرتها على تطويع صوتها بمهارة عالية محولة أوتارها في بعض المقاطع رنينا مخمليا. وفي الأصوات الذكورية أدى التينور الإيطالي جيوليو بيلليجرا مختلف الأدوار بأسلوب مسرحي فرح جذب الكثير من الاهتمام فيما كان الباريتون الروسي إيجور جولوفاتينكو أكثر تماسكا ورومانسية. وكانت ميرنا بستاني أسست المهرجان في 1994 بهدف إحياء الثقافة في لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت زهاء 15 عاما وانتهت عام 1990. ومنذ ذلك الحين يسعى المهرجان إلى تقديم برنامج سنوي مؤلف من 30 حفلة تتمحور حول موضوع محدد يتبدل كل عام. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)