الخلافات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأجهزة المخابرات في بلاده إلى الواجهة بعد نشر تقارير صحافية تؤكد وجود اتصالات متقدمة بين حملة ترامب الانتخابية وموسكو. العرب [نُشرفي2017/02/16، العدد: 10545، ص(5)] الرفيق ترامب واشنطن - هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكالات المخابرات في بلاده، الأربعاء، بسبب ما وصفها بأنها تسريبات غير قانونية للمعلومات ورفض تقارير عن اتصالات بين أعضاء حملته الانتخابية ومسؤولي مخابرات روس. وقال ترامب في تغريدة “التواصل مع روسيا كلام فارغ وهي مجرد محاولة للتستر على الأخطاء الكثيرة التي ارتكبتها حملة هيلاري كلينتون الخاسرة”، في إشارة إلى منافسته في انتخابات الرئاسة. وفي تغريدة أخرى قال “تعطى المعلومات لنيويورك تايمز وواشنطن بوست الفاشلتين من مجتمع المخابرات (وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الاتحادي). مثل روسيا بالضبط” مضيفا، أن الوضع “خطير للغاية”. وأضاف “الفضيحة الحقيقية هنا هي أن المخابرات تقدم المعلومات السرية بشكل غير قانوني وكأنها توزع قطع الحلوى”. وكشفت نيويورك تايمز نقلا عن أربعة مسؤولين حاليين أو سابقين أميركيين حيازة أجهزة الاستخبارات تقارير وبيانات تنصت هاتفية لمحادثات بين أعضاء في فريق حملة المرشح الجمهوري لم يعرف عنهم باستثناء واحد هو مدير الحملة السابق لترامب بول مانافورت ومسؤولين كبار في الاستخبارات الروسية. وفيما لم يكشف مضمون المحادثات للجمهور، أفادت مصادر الصحيفة بأنها لا تؤكد وجود تواطؤ بين الجهتين. ونفى مانافورت “الحديث إلى عناصر استخبارات”، مضيفا أن الجواسيس لا يضعون شارات تعريف. ومن جهته ندد الكرملين بمحاولة “تسميم” الأجواء. وبدأ تحقيق الـ”أف بي آي” بعد اختراق حسابات الحزب الديمقراطي في 2015 و2016 الذي نسبته واشنطن إلى روسيا، وتبين من التحقيق أن أشخاصا في محيط ترامب كانوا يجرون محادثات منتظمة مع شخصيات مقربة من الكرملين. كما كشف التنصت عن محادثات السفير الروسي في واشنطن سيرجي كيسلياك أن مستشار ترامب للأمن القومي مايكل فلين تطرق معه إلى مسألة العقوبات الأميركية. وألمح فلين للسفير بأن العقوبات التي أقرتها إدارة باراك أوباما السابقة في 29 ديسمبر قد تعلق عند وصول ترامب إلى البيت الأبيض. ونفى فلين هذه المعلومات في مرحلة أولى قبل أن يضطر إلى الاستقالة مساء الاثنين. وفي يناير اتهمت إدارة أوباما روسيا علنا بالوقوف وراء اختراق حسابات الحزب الديمقراطي وخصوصا حساب مستشار مقرب من هيلاري كلينتون، لمنع انتخابها رئيسة للبلاد. وبدأت المعارضة الديمقراطية تتحدث علنا عن سيناريو تواطؤ بين موسكو والمرشح ترامب الذي عبر تكرارا عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيدا في يناير بـ”ذكائه“. وأكد المتحدث السابق باسم هيلاري كلينتون براين فالون وفقا لما نقلته شبكة “سي إن إن” ، الأربعاء، “في الخريف الماضي عندما حاولنا التحذير بهذا الشأن تعرضنا تكرارا للاستهزاء“. وإلى جانب تحقيقات الـ”أف بي آي” حول الاتهامات بتدخل روسيا في الحملة الانتخابية والاتصالات المحتملة بين برج ترامب وموسكو، تم فتح عدد من التحقيقات البرلمانية في الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون. ففيما يطالب الديمقراطيون وعدد من الجمهوريين باستدعاء فلين لتوضيح طبيعة علاقاته مع موسكو والرد على سؤال يدور في ذهن الجميع حول ما إذا كلفه الرئيس المنتخب بمهمة نقل رسالة إلى الروس حول رفع محتمل للعقوبات التي فرضها سلفه. فقد نفى البيت الأبيض، الثلاثاء، ذلك بشكل قاطع، فيما سعى الرئيس إلى إثبات حزمه إزاء روسيا. وحاول التذكير بحصيلة سلفه، وقال في تغريدة أخرى إن “روسيا استولت على القرم في ظل إدارة أوباما. فهل بالغ أوباما في التساهل إزاء روسيا؟“. لكن المعضلة تكمن بالنسبة إلى الرئيس الأميركي في اتخاذ قرار بشأن فرض عقوبات إضافية على موسكو الذي يؤيده كثيرون ضمن أكثريته ردا على التدخلات الروسية في الحملة الانتخابية. وصرح رئيس مجلس النواب بول راين، الأربعاء، عبر قناة “أم أس إن بي سي” “ليس سرا أن روسيا حاولت التدخل في الانتخابات، ولذلك أؤيد فرض عقوبات”، لكن لم ترد أي إثباتات بأن فريق ترامب “متورط في المسألة“. وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن سياسة اليد الممدودة التي يتبعها ترامب تجاه بوتين ستنجح في تغيير سلوك الروس، أكد راين أنه لا يمكن “الوثوق بالروس” ، مضيفا أن “مصالحهم لا تتوافق مع مصالحنا”. وأكد أخيرا “لا أعتقد أنهم يقدرون على التغيير”.