يحشد النظام السوري وتنظيم «داعش» في مدينة دير الزور لمعركة كبيرة مرتقبة في الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، سيحاول من خلالها التنظيم السيطرة على كامل المحافظة، فيما يخطط النظام لاستعادة ما خسره من مناطق الشهر الماضي؛ نتيجة هجوم واسع شنّه «داعش» كاد يُخرجه كليًا من المدينة. وفي سياق استعدادها للمعركة، أعفت قيادة جيش النظام السوري قائد قواتها في المنطقة الشرقية من مهامه وأرسلت أحد نواب رئيس الأركان بدلاً عنه لقيادة العمليات في دير الزور. وذكر قرار صدر عن قيادة جيش النظام ليل أول من أمس الثلاثاء، أن اللواء حسن محمد أعفي من منصبه كقائد للقوات للمنطقة الشرقية وحُصرت مهامه في قيادة الفرقة 17 مشاة التي تتخذ من مدينة دير الزور مقرًا لها، بعد أن تم نقلها في عام 2014 من محافظة الرقة. وكلف القرار، وفق وكالة الأنباء الألمانية اللواء موفق أسعد نائب رئيس هيئة الأركان العامة السورية برئاسة اللجنة الأمنية والعسكرية في المنطقة الشرقية وقيادة قواتها. ويأتي هذا القرار على خلفية الخسائر التي مني بها النظام وحلفاؤه خلال الفترة الماضية في مناطق واسعة من مدينة دير الزور لصالح تنظيم داعش الذي تمكن من حصار المطار العسكري القريب من المدينة، وعزله عن الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام السوري. وفشلت قوات النظام بقيادة اللواء حسن محمد في فك الحصار بعد أكثر من شهر من القتال، رغم وصول تعزيزات كبيرة من دمشق. وذكر موقع «الفرات بوست» الذي يتابع أخبار دير الزور بأن اللواء موفق أسعد نائب رئيس هيئة الأركان وصل مساء أول من أمس الثلاثاء إلى القامشلي، ومنها إلى الأحياء المحاصرة في دير الزور، بعد تسميته بالعمل رئيسًا للجنة الأمنية والعسكرية في المنطقة. من جهتها، أشارت مواقع مقربة من النظام السوري و«حزب الله» إلى «عملية عسكرية كبيرة سيعلن عنها خلال الأيام القليلة المقبلة في دير الزور»، متحدثة عن «تغييرات كبيرة على مستوى القادة الميدانيين للجيش السوري في المدينة، تزامنًا مع استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة للمنطقة». وقال أحمد الرمضان من حملة «فرات بوست» لـ«الشرق الأوسط»، إن الحشود التي تستعد لمعركة كبيرة في دير الزور لا تقتصر على طرف واحد، بل تشمل على حد سواء النظام السوري و«داعش»، لافتًا إلى أن النظام استقدم مزيدًا من عناصر الميليشيات لدعمه، كما أجبر نحو 1000 مدني في الأحياء المحاصرة على التجنيد الإجباري، إضافة إلى وصول عدد من الطائرات المروحية للمشاركة بالمواجهات المرتقبة. واعتبر الرمضان أنّه إذا كان النظام يحضر لاستعادة المناطق التي خسرها الشهر الماضي، فإن التنظيم يجهز لمعركة «فتح ولاية الخير»، في إشارة إلى تحضيره للسيطرة على محافظة دير الزور ككل. وأضاف: «لا شك أن (داعش) سيكون مرتاحًا أكثر بكثير من النظام خلال المعركة المقبلة، خصوصًا أنه نجح في الهجوم الذي شنه الشهر الماضي بفصل مناطق النظام ومحاصرة المطار العسكري من 4 جهات»، مشيرًا إلى أن «الهدف الأساسي للتنظيم بالوقت الحالي هو السيطرة على الدار الإلكترونية القريبة من منطقة المقابر، بحيث تنحصر فيها الملاحة الجوية للنظام في دير الزور وكل اتصالاته». ووفق الخارطة الحالية لمدينة دير الزور، يقسّم «داعش» مناطق النظام إلى قسمين؛ «قسم أول يضم المطار العسكري وحيي الجفرة وهراببش، وقسم ثانٍ يضم حيي الجورة والقصور واللواء 137»، إلا أنه ونتيجة حصار المطار من 4 جهات، يستخدم النظام حاليًا اللواء 137 كمدرج للطائرات لإيصال المساعدات والدعم إلى عناصره المحاصرين في المدينة. ميدانيًا، أفادت وكالة «آرا نيوز» أمس عن مقتل وجرح نحو عشرين عنصرًا من عناصر «داعش» إثر قيام قوات النظام بتفجير نفق قرب مطار دير الزور العسكري شرقي سوريا، في محيط قرية الجفرة المتاخمة للمطار، فيما تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن تعرض مناطق في محيط مؤسسة الخضار بحي الحميدية بمدينة دير الزور لقصف من قبل قوات النظام، ما أدى لأضرار مادية، دون وقوع إصابات.