طهران تستبق محاصرتها في المنطقة برسائل تهدئة من مسقط والكويت بدأ الرئيس الإيراني حسن روحاني جولة خليجية من محطتين، قادته إلى كلّ من سلطنة عمان والكويت. وقال مراقبون إنّ حاجة إيرانية ملحّة لتهدئة الغضب الخليجي من سياسات طهران، وامتصاص حماس البلدان الخليجية بقيادة المملكة العربية السعودية لدشين مرحلة جديدة من العمل على محاصرة النفوذ الإيراني في المنطقة بالتعاون مع إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، هي ما جعل روحاني يختار عمان والكويت لتوجيه رسائل التهدئة، وللإيحاء بأنّ إقامة علاقات إيرانية خليجية مختلفة عن العلاقات المتوتّرة القائمة حاليا أمر ممكن. وهاتان الدولتان الخليجيتان هما الوحيدتان من بين الدول الست بمنظومة التعاون الخليجي المفتوحتان للتواصل على أعلى مستوى مع النظام الإيراني. وتحتفظ الكويت بعلاقاتها مع طهران رغم مشاركتها بلدان الخليج غضبها على السياسات الإيرانية، خصوصا حين يتعلّق الأمر بوقوف إيران وراء محاولة زعزعة استقرارها الداخلي، وهو ما ثبت من خلال قضية تهريب وتخزين أسلحة بالكويت عن طريق ما يعرف بـ”خلية العبدلي” التي ثبت تورّط الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني فيها. وتتضافر حقائق جيواستراتيجية وأوضاع داخلية لدفع الكويت إلى الوقوف في منتصف الطريق بين بلدان الخليج وإيران، من ضمنها وقوع هذا البلد جغرافيا بجوار العراق حيث تمسك بزمام السلطة هناك أحزاب وميليشيات شيعية موالية لإيران لا ترغب الكويت في إثارتها، خصوصا وأن المجتمع الكويتي لا يسلم من صراع بين قوى سلفية سنية وأخرى شيعية، وهي ورقة قابلة للتوظيف ضد الكويت من قبل إيران. وقام أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بزيارة رسمية إلى إيران في يونيو 2014 . كما زار وزير الخارجية الكويتي طهران في نهاية يناير الماضي حاملا رسالة خليجية بـ”وجوب تغيير إيران لسياساتها في المنطقة كمدخل للحوار وتحسين العلاقات معها”، وفق ما أوردته بعض المصادر الخليجية بشأن محتوى الرسالة. سراب/12