OKAZ_online@ الضربة التي تلقتها إدارة الرئيس ترمب بعد فضيحة مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي مايكل فلين، أعطت لمعارضيه فرصة إضافية للضغط على إدارته، لاعتقادهم أن استقالة فلين دليل على الخلل الذي يواجهه الأمن القومي الأمريكي، الأمر الذي دفع أيضا بالبحث في سر العلاقات بين ترمب والرئيس بوتين وعودة هذه القضية إلى واجهة السجالات السياسية داخل الولايات المتحدة الأمريكية. ورغم أن موسكو علقت على استقالة فلين بأنها مسألة داخلية، إلا أن أعضاء في الكونغرس الأمريكي بدأوا يستعدون لإشعال الحرائق السياسية، خصوصا أن الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة أوباما، أمرت بفرض عقوبات على روسيا، لتدخلها المفترض في الانتخابات الأمريكية، وطرد مجموعة من الدبلوماسيين الروس في ذات الوقت الذي كان فيه فلين يتواصل مع السفير الروسي بواشنطن. التطورات المتلاحقة بشأن قضية فلين ستحمل خلال الأيام القادمة تداعيات كبيرة في الشأن الأمريكي الداخلي، وربما تؤدي إلى مفاجآت من شأنها إعادة خلط الأوراق داخليا، خصوصا أن التوقيت الذي كشفت فيه اتصالات فلين بالسفير الروسي، إبان الانتخابات الأمريكية ليس مريحا لترمب، الذي يواجه مشكلات كبيرة بعد إجهاض القضاء لقراره بمنع الهجرة، وحظر دخول رعايا سبع دول إلى الولايات المتحدة. الأزمة الداخلية الأمريكية التي فجرتها اتصالات أحد أبرز فريق ترمب مع السفير الروسي خلال الانتخابات، والتي جاءت لتؤكد ما قالته الإدارة الأمريكية بشأن التدخلات الروسية في الانتخابات الأمريكية، سيكون لها تداعياتها على الشأن الداخلي، وعلى علاقات موسكو بواشنطن. الخبير في الشؤون الروسية الدكتور حسام العتوم يرى أن المخرج الوحيد أمام ترمب لإنهاء الأزمات الداخلية المتعلقة بالعلاقة مع موسكو، المبادرة للقاء الرئيس الروسي، وفتح صفحة دبلوماسية، جديدة معها تلغي ملفات الماضي التي رافقت الحقبة الأمريكية السابقة، وبقايا الحرب الباردة السرية. ويرى الدكتور العتوم أن الأزمة التي حدثت داخل الولايات المتحدة بسبب اتصالات فلين بالسفير الروسي خلال الحملة الانتخابية ما هي إلا زوبعة في فنجان ستنتهي سريعا ومن المهم الآن عدم اعتبار أمريكا لنفسها بأنها صاحبة أحقية في توجيه العقوبات لروسيا أو لغيرها من دول العالم بينما هي إحدى أقطابه الكبيرة، وليست القطب الأوحد بطبيعة الحال.